.
بطولة طارق بن زياد وما الخبر؟

.
البحر يهدِر مخبرا عمّن عبرْ
والصخرة الشماء لا تنسى العِبرْ
لا هذا يكثم من شهادته خبرْ
لا تلك تنسى مَجرَياتك يا قدرْ
قدرٌ يخطُّه "طارقُ" بعزيمةٍ
والله كان معينَه حتى انتصرْ
معك ابن زيّادَ جنودٌ قِلةٌ
زادت فقلّتْ في مَشاهدِ من كفرْ
أملتْ عليك الحكمة الربانيهْ:
أحرق سفونك ولتخاطبِ(ـ) النفرْ
فجعلت من بحر الزُّقاق مداخنا
وكماردٍ دخّان فلكك قد بهرْ
وخطبت في الجيش القليل محمِّسا
فلمست إيمانا قويا ما فترْ:
"يا ناس إن البحر خلفكمو قدرْ
وأمامكم جيش الأعادي قد ظهرْ
الروم أكثرُ من كثيرٍ حشْدهم
أقواتهمْ موفورةٌ أين المفرْ"
سخر العدو من عدِّنا وعتادنا
لو يَدرِِ عاقبةَ الأمور لما سخرْ
"رودريكُ" أيقن أن كثرةَ جيشهِ
لا بد قاهرةٌ لأقوى مَن قهرْ
الله أكبر يا جنود المسلمينْ
لتجاهدوا بالفتح مولانا أمرْ
دارت رحى الحرب الضروس فلوثت
بالأحمر القاني حصى الوادي انغمرْ
صُلْ جيش ربي في الوغى متحكما
واقطع رؤوسا شامخاتٍ في كِبَرْ
المسلمون عزائمٌ وسواعدٌ
طالت وعونُ الله سيفٌ قد حضرْ
سيفٌ ولم تر في السيوف مثيلهُ
آتٍ من الرحمان لا غِمدِ البشرْ
شُلّتْ دراع الكفر من أصولها
وسَرتْ دماءٌ في سواعد من قدرْ
.
البحر يهدِر مخبرا عمّن عبرْ