|
البحر يهدِر مخبرا عمّن عبرْ |
والصخرة الشماء لا تنسى العِبرْ |
لا هذا يكثم من شهادته خبرْ |
لا تلك تنسى مَجرَياتك يا قدرْ |
قدرٌ يخطُّه "طارقُ" بعزيمةٍ |
والله كان معينَه حتى انتصرْ |
معك ابن زيّادَ جنودٌ قِلةٌ |
زادت فقلّتْ في مَشاهدِ من كفرْ |
أملتْ عليك الحكمة الربانيهْ: |
أحرق سفونك ولتخاطبِ(ـ) النفرْ |
فجعلت من بحر الزُّقاق مداخنا |
وكماردٍ دخّان فلكك قد بهرْ |
وخطبت في الجيش القليل محمِّسا |
فلمست إيمانا قويا ما فترْ: |
"يا ناس إن البحر خلفكمو قدرْ |
وأمامكم جيش الأعادي قد ظهرْ |
الروم أكثرُ من كثيرٍ حشْدهم |
أقواتهمْ موفورةٌ أين المفرْ" |
سخر العدو من عدِّنا وعتادنا |
لو يَدرِِ عاقبةَ الأمور لما سخرْ |
"رودريكُ" أيقن أن كثرةَ جيشهِ |
لا بد قاهرةٌ لأقوى مَن قهرْ |
الله أكبر يا جنود المسلمينْ |
لتجاهدوا بالفتح مولانا أمرْ |
دارت رحى الحرب الضروس فلوثت |
بالأحمر القاني حصى الوادي انغمرْ |
صُلْ جيش ربي في الوغى متحكما |
واقطع رؤوسا شامخاتٍ في كِبَرْ |
المسلمون عزائمٌ وسواعدٌ |
طالت وعونُ الله سيفٌ قد حضرْ |
سيفٌ ولم تر في السيوف مثيلهُ |
آتٍ من الرحمان لا غِمدِ البشرْ |
شُلّتْ دراع الكفر من أصولها |
وسَرتْ دماءٌ في سواعد من قدرْ |
. |
البحر يهدِر مخبرا عمّن عبرْ |