بمناسبة تكليفي وأخي عاقد الحاجبين بهذه المهمّةِ أسألُ الله أن يكون في عوننا جميعاً لتفاعلٍ أرقى بتعاونٍ صادقٍ يثمر الحقَّ ببيانهِ والخير بحسانهِ والفضائل والأخلاق برقيّها والفكر القويم والأدب السليم , فكونوا بعد الله عوناً لنا فالدار دارنا جميعاً .

صنعُ الخيرِ معروفُ
محبّتي لكمُ في اللهِ تشريفُ
إشرافِ نادٍ فأين الشمسُ ترأسهُ!
إذا توارتْ فهل يوفيهِ تعريفُ
قد زرتكم عابراً مستسقياً حللاً
حتّى وطنتُ وفي الأحباب توليفُ
ثمَّ ارتويتُ وما زالتْ منابعكم
تجزي العطاءَ بحسنٍ فيهِ تلطيفُ
أتيتكم صامتاً والنطقُ ملءُ فمي
ومنكمُ النُجُمُ وضْحٌ وتكشيفُ
فزمجرَ النطقُ في أنغامِ شاديةٍ
ثقيلةِ الوزنِ في التطريب تخفيفُ
شرفتَ يا قلمي أن كنتَ بينهمُ
تلقى الكواكب أنّى ضمَّ تصحيفُ
لهم دواماً يسيرُ الحسنُ في نظمٍ
والدرُّ لفظهمُ والفكر ملهوفُ
فاطلقْ عنانك يا من زرتَ واحتنا
تأملِ الحسنَ بالإبداعِ ملفوفُ
ثقْ أنَّ رأيك قد يخجلْ فتعجزهُ
كفاك في بهجةِ الإبهارِ تطويفُ
يا سادةَ الواحةِ الغراءِ محفلكم
بكم ومنكم بعونِ اللهِ منصوفُ
ما كنتُ ذا رتبةٍ إلا بفضلكمُ
بعد الإلهِ فصنعُ الخيرِ معروفُ
عينوا بتقوى وبرٍّ في معاونةٍ
كي يثمر الزرعُ إنَّ النضجَ مقطوفُ
إذا بدا خطأٌ شدُّوا سواعدكم
فكلُّ أمرٍ لهُ بالعلم تصريفُ
فليكملِ المرءُ جهدَ الغير في مقةٍ
ولينجِ من جذعُهُ في السيلِ مجروفُ