عندما كتبت طرقات كنت أحاول أن أكتشف جمال كتاباتي في ردودكم، حتى وصلني رداً كان أجمل مما كتبت بل فاق خاطرتي في تناغم المعني مع مضمون ما أحببت أن أقوله في بضع كلمات.
ولذا كان لزاماً علي َ أن اجمع ما قيل حتى يكون في مستوى جمال ما كتب ، فكانت طريقاً في غمار الرحلة التي تحدثت عنها والتي أسميتها ( طرقات ).


الرد كان من سيدة تنهل من فيض الابداع ما يجعلها أديبة وشاعرة ورقيقة الحس والشعور .


قالت في ردها على خاطرتي :
( إبحار إلى شواطئ الدموع...
أمواج الحنين تكسر مجاديف صبري
أتصارع بين أفكار مجهولة النسب
سألت لما كل هذا يحدث ..لما أنا يتيمة الفرحة
ظننت أن ذلك مجرد صوت يدوي ليجد الصدى
فوجئت بكلمات القدر تقصد جبيني لتخط حروفها القاتلة عليه فنقشت
" هذا قدركي..!")


فقلت لها :
قد يكون من جميل ما يحدث لنا في هذه الحياة أننا نبحر في خضم القدر مركباً الصبر وشرعنا الإيمان، ونحن بينهما ترفعنا أمواج المصائب فنلهج بالحمد لله
وتلفحنا نسمات الرضا فنبتهل بالشكر لله .
وإن غابت الفرحة واكفهرت الدنيا بغيوم الأسى فبصيص الأمل يلوح من بعيد
ولسان حاله يقول :
( ثق في قدراتك ولا تنظر إلى مافاتك واستقبل ما هو آتي بابتسامة تعلوا محياك)


وقالت أيضاً :
(رضيت ولكن ...
رضيت بقدري أبحرت كما أريد لي إلى شواطئ الدموع ظنا مني أنها خلت من البشر، ركبت أمواج الحنين وجدت من هم هناك ينتظرونني على شواطئ الدموع لم أعلم أنهم أقوى من أمواج الحنين فانكسرت مجاديفي)


فقلت أيضاً :
وقد يكون من جميل ما في الرضا أن تشعر باطمئنان النفس لقضاء الله وقدره فترجع بالرضا على ما أصابك، وتستمر رحلة الإبحار غير أن شواطئ الدموع التي استوطنها الحزن قد ابتسمت أخيراً ولاح الفرح يعانق فينا الشوق للقاء.


وقالت أيضاً :
( لما قتلتني...
أيقنت أنني لابد لي من مواجهة القدر حتى و إن كسرت مجاديف الصبر
لازال قلبي ينبض بالحياة
ولكن كاد الفضول يجتث روحي
من تراه ساقني إلى هذه الشواطئ
لطمة أخرى يرسلها القدر لتستقر على وجهي
إنها صديقتي..
لما قتلتني يا صديقتي..!
لابأس لازال من هم حولي أراهم أشقى مني
فالحمد لله لم أفقد حواسي بعد..!)


فقلت أيضاً :
إن أصعب ما في الخيانة عندما تأتيك ممن لازمك كظلك وشاركك أحزانك قبل أفراحك فكان هو للحزن عنوان وفضل أن يبيع الصحبة لأجل نفسه، ولم يحسب
عاقبة ما جناه ، وإن كانت الخيانة تجر على صاحبها وزرا ما فعل .
ويبقي أجمل ما في الخيانة أنها تكفينا عناء الشك والريبة وسوء الظن
ولكن الأفضل من كل ذلك أن نترك أمرهم لله وكفي بالله نصيرا.