وبهذا يعرفون الحب

[COLOR=blue وبهذا لا يعرفون الحب .. سلسلة قصيرة لـ هما .. - خارج السرب - القلق المتآكل على نوافذ الحبيبة ، والسهر المنسوج على عينها، وصقيع الكآبة جمّد أطرافها وسلّمها للصمت . يهبط بجناحين شوق ,يحضن زجاج النافذة يتفرّسّها ، يناديها بدموعه ,يسدل رموشه و يسقط نادما . حبيبتي .. الكذب مشروع تحويل الحقيقة إلى قدرة فارغة الطهر وما أقدر منها نهاية تسميني "خائن" .. لأنني إن صدقت أهملت الحياة وتشبثتُ بحبال الخيال كي لا يستخف بي عقل أو تتشمت بي بداية قوية منعتني يوم سيطرة بلا حب. وعملتٌ على شراء ثياب الهروب وتجهيز حقائب الغياب وطويت داخلها صفحات العشق الجميل ، لسان حال يتيم و أنفاسك العطرة .. والتقى فيني يأس ووداع ،حمل اليأس حقائبي وامتطيت الوداع هاربا .. فتصبحين أوضح يقينا أنني رجل كاذب أو خائن . حضوري ابتلعه أرضك نوعا من المواساة وصعدت ذكرياتنا لا إلى السماء بل إلى أرواحنا تحاول جمعها ونحن نتلظى بأفكارنا .. أنتِ تؤنبين حبّك ِ وأنا أتابع علاج القلب بالدعاء والفضيلة . يغرّد السرب من بعيد ..ثم يكون منّه التلبية .. يفطمُ القلب مرة أخرى على رؤيتها .. يفرد الجناحين و في جيده مشهد الحبيبة الأخيرة . فاصل : وما شذَّ عن العشق إلا هما .. وما شذّ عن الخيال إلا العقلاء .. وبهذا لا يعرفون الحب ... عبرتْ برود الغرفة نحو النافذة ، لا تدري لما صرخ الزجاج في وجهها ولا تدري لما تندّى عليه دموع شجرة التوت ، أحستْ بتمويه وقتٍ مرّ عليها ، ولم تفطن أنّه كان واقفا هنا . مكتبة .. وأوراق تشّف الروح .. ورقة وحيدة ذبلتْ في نهاية الكتاب ..كتبَ فيها : حبيبي .. ومن الكتابة نهار تشّع شمسه على القلوب المجمدة كي تذوب بإذن الحب . عندما تكلّف قلبك عناء الرحيل بأمتعة الخيانة أكون على ثقة أنك اخترتها لأجلي واطبع على روحك أنني صدقتُ كذبتك بل وأنفعل وأعاتب وأضرب كفا بورد مرات ومرات حتى يموت بحياة الذبول ، وترى التبعثر هنا وهناك أوراق السخط مطبوعة على جبين القمر ، في روح الحب ، متلوثة أيامنا السابقة بسموم أفكاري ، فيشهق كل منا ّ شهقة البعد . أدّبَ الحب قلبينا ، وأعاد فهم الدنيا فهما لا خطأ فيه ، بعد أن أضرم ناره ونفخ هواه كي يشتعل الوجد ، و تطاولت النيران على الجسد كاملا ، فكان الخلاص لـ حب مستحيل اللقاء هو الانطفاء . فهمنا أن الدنيا حديث قديم وجديد ، القديم يساند الجديدعلى تغيير وضعه وقد يسخَّرُ حراً يلغي حرية آخر ، ولو أطعنا أهواءنا لـ تدبّر الحب أمر عذابنا وزاد الاحتطاب من أيامنا. حبيبي ، تبقى جديد واحد ليس له قديم لأنه مولود صدفة وقاعدة ، أما الصدفة هي أن اللقاء جاء بعقل وأما القاعدة أن العقل جاء بلقاءنا وهذا المولود هو نواة الحب . أعدّك بأيام تحسن معاملة قلبي ، وعدني بذلك ، و استعمل حنانك الراقي في جني ثقة سيدة السرب . لله حكمة في تسخير بعضنا لبعض وإن ظلّنا الشيطان ، لابدّ من فطرتنا السليمة أن تستقيم وتقفل الدنيا عليه ، وبهذا يعرفون الحب . صاحبة الحروف الأربعة [/COLOR]