بسم الله الرحمن الرحيم
ظهيرة بداية المجزرة 27 / ديسمبر / 2008 ، كنتُ في الجامعة الإسلامية نجري امتحاناتنا حتى تربص بنا الموتُ دائراتـَه ، فما خليت لنا جهةٌ نحتمى بها إلا و أصابها قصفٌ و ركام ، و نجا اللهُ حينَها مَن نـجَّى ، و اصطفى مَن اصطفى . قدَّرَ اللهُ أن أكونَ من الناجين لأنظمَ هذه القصيدة التي نزفتُها في ظلامِ غزةَ الدامس ، و تحت صواريخ الصهاينة الضالين . حسبُنا الله و نعم الوكيل.

دِمـَاءُ غــَـزَّةَ

بـلادَ العزِّ ويحَكِ ما دهاكِ
و ما أزرى بغزةَ ، ما عَراكِ ؟
و ما خطبُ السوادِ بها ركيباً
و ما كربُ الدماءِ بها السِّفاكِ ؟
و ما الأشلاءُ هذي و المنايا
تـُقاذِفـُها و تقفزُ من ثـَراكِ ؟
و ما بك فــُزِّعـَت فيكِ البرايا
و ما لكِ فُجِّرَتْ فيكِ البواكي ؟
فلستِ اليومَ يا ضرجاءُ أمناً
ولا عيشاً سوى موتٍ مُحاكِ
و إنْ عـَدَّت بقاياكِ الضحايا
تنامى الموتُ إذ قصفوا ضُحاكِ
ألا اقصِرْ يا مُناديْ العُربِ جهلاً
نـَعينا العُرْبَ مـُذ طـُرِقَت حِماكِ
مُسجَّى سمعُهم و القلبُ رَينٌ
و لو قامَ المُسجَّى ما نعاكِ
يُظنُّ بطائراتِ المَسخِ حقاً
و حقُّ القولِ عُرْبٌ في سماكِ
همُ الأبكارُ بـِكرُ السوءِ غدراً
و صمتُ البكرِ إذنٌ بالعِراكِ
إذا الديوثُ حـُكِّمَ في بلادٍ
فأعراضُ البلادِ إلى انتهاكِ
فهاكِ القُدسَ ما عادتْ بقُدسٍ
و هاكِ عراقَنا المذبوحَ هاكِ
"بِقاعَ المُسلمين أَري عويلاً
فما يحلو الغناءُ بلا صداكِ
و مُوجي بالدماءِ فما كؤوسٌ
صفتْ إلا بذَوقٍ من دماكِ"
فيا خزيَ العُروبةِ كيف باتتْ
بمنزلةِ النعالِ أو الشِّراكِ
ذروها ، إنْ تـَشاركتـُم غـِياثـاً
فقد زيدت خبالاً باشتراكِ
و إنا - و الإلهُ لـنـا و كيلٌ -
لَنعرُجُ بالشهادةِ في السُّكاكِ
و أرواحُ الرباطِ لها مهورٌ
فداكِ أغزَّةَ الشُّهـَدا فـِـــداكِ
رِجالٌ فـيـكِ ما رُشِقـَت سهامٌ
تسابقتِ الصدورُ إلى اشتياكِ
و حولكِ طوقُ أجسادٍ شـِدادٍ
ستقصمُ ظـَهـرَ مَن عَدواً رماكِ
جيوشُـكِ زادَها الشهداءُ حشداً
و ما نفقـَت ولا خـارت قواكِ
أغـِربانَ العدوِّ إذن أغيري
فوقعاً يا جبانـةُ في الشـِّبـاكِ
هما طرفانِ واحدُهم حـريصٌ
يـفرُّ من المماتِ إلى الفـَكاكِ
و آخرُ قلبُه عـَشِـقَ المـَنـايـا
فمقداماً يـكـرُّ إلى اعتراكِ
جـهـاداً في سبيل اللهِ نمضي
و نُمسِكُ يا عزيزةُ في عـُراكِ
فإمـا موتـةَ الشهداءِ نـحـيـا
و إما النصرُ تنشدُه رُبـاكِ

28 / 12 / 2008