أَعْلَمُ أَنِّي مَهْمَا قُلْتُ فِيهَا فَلَنْ أَصِلَ إِلَى مَا أَصْبُو إِلَيْه.
وَلَنْ أُوَفِّيَهَا بَعْضَ مَا لَهَا عَلَيَّ.
هِيَ قَصِيدَةٌ أَجَّلْتُهَا مَرَّاتٍ عِدَّة
بِسَبَبِ اِحْسَاسي أَنَّ الكِتَابَةَ عَنِ الأُمِّ مَهْمَا بَلَغَتْ مِنْ قُوَّةٍ فِي السَّبْكِ وفِي الشِّعْرِ والشُّعُور
تَبْقَى دُونَ المُسْتَوَى المَأْمُول.
هَذِهِ السَّنَة قَرَّرْتُ أَنْ أَكْتُبَهَا لَهَا فِي عِيدِ مِيلاَدِهَا
لأَنَّهُ لاَ حِيلَةَ لَدَيّ .
فَهَذَا الاحْسَاسُ لَنْ يَزُولَ أَبَدًا
فقلتُ
:




********
أُمِّـي
********




وَتَبْـقَــَـى رغْمَ مَــرِّ العُمْـرِ غادَةْ
لَهَـا فِي سَـــــــاحَةِ الأَنْـوَارِ عـادَةْ
إِذَا مَـا لاَحَـتِ الأَطْيَـــــافُ مِنْـهَا
تَوَالَـتْ كُـــــلُّ أَصْنَـــــافِ الاِشادَةْ
فَهَذِي الشَّمْـسُ تُعْلِنُهَا جَهَــــارًا
بِأَنَّ اللَّيْلَ قَـــدْ أَلْغَــــــــى سَـــوَادَهْ
وَهَذَا النَّجْمُ يَنْســــجُ مِنْ ضِيَاهَا
خُيُــوطَ النُّـــــــورِ فِي أَبْهَى قلاَدَةْ
يُضِيءُ سَـنَا ابْتِسَـامَتِهَا الحَنَايَـا
وَتَسْعَدُ عِنْدَ مَقْدَمِهَا ...السَّــــعَادَةْ
يَحُجُّ لَهَا الثَّنَــــــا مِنْ كُـــلِّ فَــجٍّ
وَتَحْلُو عِنْــدَ كَعْبَتِهَـــــــا الرِّفَــادَةْ
فَيَزْهُـو حِينَ رُؤْيَتِهَـا مِــــــدَادِي
لِتَبْدَأَ –أَحْرُفِي الحُبْلَى-...الــوِلاَدَةْ
تَهُـزُّ بِجِذْعِ نَخْلَتِهَا القَـَـــــــوَافِي
فَيَسْقُطُ رَطْبُهَــــا أَسْـمَى اِفَــــــادَةْ
هِيَ الأَضْلاَعُ تَرْضَعُ مِنْ رِضَاهَا
فَتَضْـرَعُ كُلَّمَــا رَامَتْ زِيَـــــــــادَةْ
مَآقِينَا نُغَذِّيـــــــهَـا بِـــــأُمِّـــــــي
فَرُؤْيَةُ وَجْهِهَا أَحْلَـى عِبَــــــــــادَةْ





***************