وصلني بريد الكتروني فيه رابط وحين فتحت الرابط وجدت فيه ما يشيب له الراس وساترك لكم ان تقرروا بعد قراءة ما ورد فيه ولى تعليق بعد ذلك
http://www.arabianawareness.com/?p=18748
وتريات النصر والهزيمة
عاد القادة الثوار إلى أرض الوطن، رفعنا العلم الفلسطيني، وابتهجنا، واحتفلنا، وألقينا الخطابات، أنشدنا الأهازيج، غنينا وطربنا، ورقصنا، ولما انهزموا مسحنا جراحهم، وشددنا من عزائمهم، ولما خانوا، قلنا بمرارة: معهم حق، خانوا مثل بقية الأنظمة العربية، ولما سقطوا في وحل الفساد، عذرناهم، والآلام تمزق قلوبنا، وقلنا: مساكين، جاعوا وتشردوا في أصقاع الأرض، ولما سقطوا في الهاوية، سقطنا معهم. وقلنا: ضعنا وضاع الوطن.
هذه هي حكاية بطولة، وملحمة ضياع، نُسجت من خيوط الهزيمة، والمؤامرة، أبطالها رجال أشداء، هاماتهم عالية، منتصرون وهم يسقطون شهداء، وآخرون أذلاء ومهزومون.
كنت واحدا من هؤلاء الآخرين، قائداً ثوريا مهزوما، مخدوعاً بالثقافة الغربية، والتفاهات الإباحية، والتعري، وتناول المسكرات والمخدرات، والأدهي من ذلك، أنا مقتنع بأنني أنتمي إلى شعب بدائي، وأن حضارته العريقة مظلمة، وأزدري لذلك ثورة الحسين بن علي، شهيد كربلاء، وأزعم أن الحسين الشهيد، حفيد رسولنا العظيم، صانع ثقافة الاستشهاد، كان ظلاميا، لأنه، باستشهاده البطولي، نشر ثقافة الموت.
لذلك وصفت نضال المقاومين بأنه حقير ومدمر للشعب. وقفت في الصف المعادي للمقاومة، وأصبحت من منظري الهزيمة، متأملا أن يرضى عني القامعون، والناهبون، ومن أحرقوا النساء والأطفال الرضع بالقنابل الفسفورية في قطاع غزة. وافقت أن أبيع وطني لقاء 200 مليون دولار شهريا، أتسلمها من أعدائي العرب والعجم، كرواتب للعاملين والموطفين، والجنود والضباط، ومصاريف للسلطة التي تسمي نفسها زورا وبهتانا بالسلطة الوطنية.
أموال مشروطة يحجبونها تارة، ويفرجون عنها مرات، ليخلقوا أزمات، أو يفرضوا سياسات، ورغم معرفتي، رضخت، لأنني لا أعرف شيئا آخر غير الرضوخ والاستسلام، ومهمتي أن أعمم ثقافة الهزيمة في كل مكان، وأنثر بذورها في قلوب الملايين، خصوصا أؤلئك الذين يتطلعون إلى تحرير بلادهم من الإحتلال، أو الذين يسعون إلى تحقيق العدالة والمساواة، وحقوق الإنسان والحريات.
زعمت أن هؤلاء يتحركون عكس التيار، وأن الأقوياء فقط هم المنتصرون، وهم الذين يضعون النظام العالمي، ويشرعون القوانين، ويسيطرون على العالم، ومشيئتهم يجب أن تحترم، بالرضى أو بالفرض، هذه هي القاعدة السائدة في العالم، ومن يقل غير ذلك فهو واهم وحالم.
هناك شعار واحد ووحيد، لا مقاومة بعد اليوم، وعلى الجميع الرضوخ للقوة، والقوة هي العدل، وهي القانون السائد، وهي الحق، ولا حقوق للضعفاء، وتمردهم على الأقوياء إرهاب، ولا تساهل مع الإرهابيين. لذلك أدنت بشدة المقاومة، لأنها قالت لا لإقفال المعابر، ولا للحصار، ولا للتجويع، فاستحق أطفال غزة ونساؤها ورجالها، لذلك، أن تتفجر أجسادهم بالصواريخ، وأن تحرق بالأسلحة الفسفورية، وأعلنت أن المقاومة هي المسؤولة، لأنها تقاتل في المخيمات والأحياء المكتظة بالمدنيين، وتخزن الصواريخ في المساجد والمدارس، ويحق للعدو أن يدمرها.
من أجل تلك الـ 200 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد، بررت الخيانة، وتدمير غزة وقتل شعبها الشجاع، وكان من الأجدر، بالشعب الفلسطيني من أجل جمع المال، أن يرسل نساءه وبناته وأمهاته إلى الفنادق والمواخير في البلاد العربية المجاورة، التي انسخلت عن حضارتها ودينها، وكما قال أحد المقاومين، تستطيع المرأة أن تحصل على 300 دولار على الأقل، مقابل بيع جسدها، فلنرسل آلاف النساء وعشرات الآلاف، وذلك أشرف من بيع الوطن، وقبول الذلة، ومشاركة العدو، في وأد المقاومة.
فمن أجل هذه الحفنة من الدولارات، شكلتُ غرفة عمليات، لمتابعة المذبحة، ونشرتُ شبكة عملاء، وأخبرت العدو عن أماكن تخزين الصواريخ، وعن الطرق والأزقة، التي زرعت فيها العبوات، حفاظا على أرواح جنود العدو. من أجل هذه الدولارات، شجعت العدو على فرض الحصار على غزة، ولم أكترث بمئات المرضى الذين ماتوا، لأنهم لم يحصلوا على الدواء، ولم تتوفر المعدات الطبية للتشخيص والجراحة.
من أجل حفنة الدولارات، بعت الوطن، ولعنت المقاومة، وقمعت المتظاهرين المحتجين، لتسقط المقاومة، وليبق شعب غزة محاصرا، جائعا، مريضا، يائسا، فهم ليسوا بشر، ولا يحتج الزعماء وقادة العالم المسمى زورا وبهتانا بالعالم الحر على هذا القتل المريع لغزة المقاومة.
كم فرحت عندما قتلت الصواريخ أفراد الشرطة الغزاوية، وتوقعت انهيار المقاومة، وعندما قتل أحد قادتها، بمساعدة من أحد عملائي، ابتهجت ووزعت الحلوى، وصفقت لكل صاروخ سقط على بيت ومسجد ومدرسة، وهتفت: لتسقط المقاومة، فلن تقوم لها قائمة، بعد اليوم.
نجحت جهودي، وسمحت لكل ضابط برتبة رائد وعقيد وملازم، أن يجري تنسيقا أمنيا مع ضباط العدو، كنت خسيسا، منحطا، نذلا، ولم أغضب لهذه الدماء التي نزفت في غزة هاشم. لم أغضب للتدمير المريع، لم يرق قلبي للنساء اللواتي كن يناشدن العالم أن يوقف المذبحة، لم أغضب، لتلك للطفلة دلال التي فقدت جميع أفراد أسرتها، لم أغضب لأسرة السموني التي قتل العشرات منها، ولم أحزن على أسرة أبي عيشة، وقائمة الضحايا طويلة.
ولكن، رغم تواطئي، تمكنت المقاومة من الصمود، فحزنت، لأنني لن أعود إلى غزة، على ظهر دبابة، ولن أحتفل بقتل واعتقال قادتها، ولن أقدر أن أخدع شعبي، ولكن ليس لي خيار آخر، سوى توجيه لعناتي ونقمتي على المقاومة، فلتسقط المقاومة، ولتقمع بكل القوة، أنا مخترع نظرية إرهاب الارهابيين”.
هل رأيتم أو سمعتم، أو قرأتم عن بعض أعمالي الحقيرة، والخطيرة، خلال سنوات وسنوات، ألست أنا الذي سمم الزعيم المجاهد؟ ويعرف الشعب من سممه، والشعب يمهل ولا يهمل.
ألست أنا الذي نقل المعلومات للعدو عن تورط الزعيم في المقاومة، وكتبت تقريرا زعمت فيه أن الزعيم المجاهد هو الذي أرسل الاستشهاديين إلى الشوارع في مدن العدو! ألست أنا الذي استعنت بالجنرال لأجرد الزعيم المجاهد من صلاحياته! ونجحت، تحت يافطة الاصلاح، أن أغير بنوداً في القانون الأساسي، لاشدد الحصار على الزعيم المجاهد.
هذه هي الحقيقة التي يعرفها الشعب، وهذه هي الحقيقة التي كان يعرفها الزعيم المجاهد، الذي كان يعلم أنه سيسقط شهيدا، وانتقم لاستشهاده، قبل استشهاده، وسلم العهدة والراية إلى المقاومة، بعد أن خذلوه رفاقه. انتخب الشعب حركة المقاومة الإسلامية حماس، وانتصر الزعيم المجاهد، وهو الآن يضحك في قبره، وهو الآن سعيد بإنجازه، لذلك أنا محبط، وحزين ويائس. ذهبت جهودي سدى، وانتصر الزعيم المجاهد.
ولكن إيماني بالهزيمة لن ينكسر، لن أتراجع عن خيانتي، وأقول لشعب غزة، ولكل المقاومين، انتظروا، إن ما هو قادم أخطر وأحقر، وكما نجحت في السابق، سأنجح في المستقبل، ستكون غزة هيروشيما جديدة، وتقطع رأس المقاومة إلى الأبد.
أنا لا زلت في مقتبل العمر، شاب وسيم، طموح، أسرح شعري، متأنق، أرتدي بذلات فاخرة، نزق وعصبي المزاج، أعدكم أن أهزم غزة، ولن أسمح بانتصارها، فانتصارها وبال عليّ، سأفقد أملاكي، وحساباتي البنكية، وربما أخسر حياتي.
سأهزم المقاومة، لدي الكفاءة والجرأة على الخيانة، ولدي حلفاء أقوياء، قادرون على تمزيقها بالصواريخ، ومن بقي حيا من المقاومين، سيموت من الحصار.
………………………(يتبع)
صحفي فلسطيني من القدس
واليكم باقي روابط الاعترافات
http://www.arabianawareness.com/?p=19879
http://www.arabianawareness.com/?p=20085
http://www.arabianawareness.com/?p=20316
http://www.arabianawareness.com/?p=21162#more-21162