أميرتي
الحياة سطور نحن حروفها ..ويا تُعس حرف يُكتب ولا يُقرأ

توطئة
الأميرة أشمس والفتى راموسي ضلعان في مثلث أسطورة فرعونية قاعدته الحب
أشمس أميرة فرعونية كانت تغزل من أهداب العابرين أحلاماً يلتفع بها تشوقهم وتحفر في القلوب نقشاً من أماني لا تزول , على عتبات خيمتها العذرية قُدّمت الأرواح قرباناً لرضاها بيد أنها رفعت يد الرفض وأقبلت بكل نبضها لفتى على الشاطيء يغني لمراكب يدفعها الحنين وأشجار أحنى التودد ظهرها لتداعب الضفاف ذوائبها
ذاك الفتى راموسي درب صباحها المضيء أملاً وصومعة الأفكار في مساءها المترع بالتذكّر ..
على الضفاف كتب الفتى راموسي قصائده لحناً شجياً ينبعث من الناي أنيناً يستقر بين تدافع نبضها ودمع الاشتياق ..
لكل زمان دولة تربعت على عرشها الأميرة أشمس ورجال يتقدّمهم الفتى راموسي ..وفي زمن الفتى يوسف أشمس ملأت فضاء فؤاده حباً وشوقاً وجنونا
....
على نيل الحياة يوسف ..اندلقت على قلبه قلل الصبايا أهازيج تدنو إليه وحبائل ودٍ عزّ عليها تصيّد نبضه ..وعلى الضفة الأخرى أميرة أشرعت حناياها لاحتضانه , إلى جنائن فتنتها أقبل لا يملك سوى عيناً من الشوق تدمع ونفساً من الوجد تتأوه ..ما عساه يهديها وكل الحياة هي ..

أميرتي أشمس
أهديك عيناً على أهدابها تغفو ذاكرة أيام أنتِ الحرث فيها أمنية وأنت الحصاد واقعا ..
ذاكرة بين غمامها يومض وجهك كـ لوحة تألقت بين شمعتين فتنتها ..ذاكرة أنتِ يقظتها وأنتِ منديلها الأبيض لوّحت به يد الأقدار الجميلة بعد طول فقد ..
تلك العين يا أشمس تيقظت على سنابل الأمل صباحاتها وأسبلت أهدابها على مساءات تستدني أحلام تداعت بكثافة الحب والشوق في أطيافها ..
أهديك عيناً انهارت أمام موج حبك كثبانها ولم تجد حين فلول الشجاعة من مفرّ إلا إليك ..عيناً يزورها كلما أضواها الحنين طيفك ..يطرق باب النوم بيد من حنان ويغرس شتلات من بريق عينيك نورها

أميرتي أشمس
أهديك قلباً فتح للأحلام أبواباً خلفية كيلا يشعر بها أحد ..أحلاماً تنتظرك , سئم صمتها الرحيل في دروب السكون وإطفاء عقود الأنوار في عرس الأماني
أهديك قلباً نبضه حرير تولّد في حريق ..كـ أنسام الخريف تقف على بوابة الشتاء تنتظر الإذن تذكرة سفر للربيع أنتِ .. قلباً أنتِ إطار لوحته وأنت كل الصور .. قلباً أنت المتن فيه وما عداك هوامش ..

أميرتي أشمس

أهديك عقلا سافر في غيمة الفكر وسقى الكلمات نبضه لتدب فيها الحياة , تغرب مع الحروف وساح في تضاريس السطور تأملاً طويلا ..عبر أدغال المعاني في حوض الحروف الأمازوني وتفيأ ظلال النصوص يلتقط دلالاتها الايحائية
عقلاً لم ينقاد ليد التبعية ولم تذرع قوافله دروب التسليم المطلق للآخر ..عقلاً أعملت فيه أزاميل التفكير تمعناً ونقّب في مكامن الأفكار بحثا ..

أشمس
يا أميرة الحربيـ يوسف
أهديك اليوسف يا أميرته
يوسف الذي أعطى الحياة أشياء جميلة ثم وقف على مشارف الوقت ينتظر الرجع أنتِ لا سواك
أهديك عمراً ناصع الدروب وكلمات لا تخون أبدا ....
يوسف