تساؤلات مشروعة لطفل الأراضي المحتلّة
أماه...
أليس لي وجه صبوح كالقمر
وعيون حالمة
كبقية الأطفال في هذا العمر
فلماذا دونهم حظي عثر
أماه قولي ...
كم حلما وأدت
كم صديقا قد فقدت
كم برعما قطفوه في حديقتي
مافاح شذاه ما انتشر
أمّاه...
لما يذهب الأطفال للمدارس آمنين
فيطالعون الأهل والأحباب
في طريقهم
وأخرج محفوفا بالخطر
أطالع الذّئاب في وطني زمر
وترنّ نصائحك المليون في أذني
تدقّ ناقوس الخطر
فتدور عيوني زائغات
تخشى رصاص قنّاص غدر
أمّاه ...
لما يلاعب الأباء أبناءهم
فـــي كـــلّ حين
ويطول غياب والدي
لا أراه إلاّ ما ندر
وإذا جاء فخلف جنح اللّيل يستتر
وعلى ضوء ضئيل خافت
يعانقني بلهفة حرّى
فيضيء بداخلي ألف قمر
أمّاه ..
لما يحدّثني المعلّم عن حقوق الطّفل
أتراه يغالطني
أتراه منّي قد سخر
أمّاه قولي لهم
لست أريد سوى
بيت صغير آمن
أنت ووالدي فيه حذوي تضحكان
وسماء زرقاء صافية
ألاعب تحتهاالأصحاب
هندا وسعدا وعمر
وليل هادئ
أنامه قرير العين
لا أفزع ولا أفرّ
أمّاه معذرة
إن نكأت جرحك بأسئلتي
ففاضت دموعك كالدّرر
أمّاه لاتبكي ...
فأنت آخر ما بقي لديّ
من المذاق الحلو
في زمن تعلقم مرّ

شعر :فوزية المختار