اساتذتى الأفاضل واخوتى الأعزاء
اسمحوا لي أن أتوقف بكم أمام حدث غريب ومرعب فى الوقت نفسه

اساتذتى الأفاضل
الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ أنيس منصور من رجال السلطة فى مصر وهو احد دعاة التطبيع مع العدو الاسرائيلى وهو من كتب خطاب الرئيس السادات الذى ألقاه أمام الكنيست الاسرائيلى فى زيارته التاريخية للقدس
وللأستاذ أنيس عمود يومي بجريدة الأهرام على صفحتها الأخيرة
وهو نادرا ما يكتب فى السياسة إلا إذا كان يعرض وجهة نظر السلطة
ولكن فى الأحوال الطبيعية يكتب فى المراة أو الخيال العلمى
وفى عدد الأهرام يوم 25 /11 /2004 كتب الأستاذ أنيس منصور هذه الكلمات الغريبة ( مصدر الغرابة أن تصدر منه هو هذه الكلمات )
الوكالات والشاشات الأمريكية تنشر أول خبر : مقتل جندى امريكى وإصابة العشرات من العراقيين
ونحن مثل هذه الشاشات نردد الخبر بنفس الطريقة : مات امريكى ومئات العراقيين وألوف الجرحى , هم يرون أن مقتل امريكى كثير جدا .. وموت مئات العراقيين قليل جدا , وكأن من المفروض ألا يموت الأمريكان لأنهم أنصاف آلهة أو آلهة .. أو أنهم أصحاب الأرض والآبار والأنهار فكيف يموت اى واحد منهم دفاعا عن أرضه وعرضه وطعام أولاده ومستقبلهم ..فليس معقولا أن تجيء القوات الأمريكية برا وبحرا وجوا وأقمار صناعية من ألوف من الأميال ثم ينتشرون فى الصحارى والرمال وبعد ذلك يموت منهم اى واحد ؟ فليس معقولا أن الجندي الامريكى الأبيض والأحمر ودلوعة الدنيا يتجشم ويلات الطريق وخريطة الطريق وبعد ذلك يموت؟ بدلا من أن يجد الملايين قد وقفت تركع له وتسجد.
الم يطهروا العراق من مئات الأبرياء العراقيين مدنيين وعسكريين وبوليس ويغرسون الديموقراطية فى الأرض الزراعية التى نثروا فيها الجماجم فإذا تعرض اى واحد منهم للزكام أو العطس كان أكثر من احتمال الكونجرس والبيت الأبيض والبنتاجون ؟
فما الذى يريده الأمريكان منا ؟
إنهم يريدون تفتيت الدول العربية أو العرب كما حدث لروسيا بعد جورباتشوف ويوجوسلافيا بعد تيتو وتشيكوسلوفاكيا والسودان وفلسطين ..أما العراق فقد ظهرت فيه بوادر التفكك والتفتت والتشرذم من سنيين وشيعة وأكراد وسريان وعشائر ولا يزال العم سام وولده بوش يتلمظ ويمصمص شفتيه على كوارث أخرى
لقد تعجلنا عندما اتهمنا الرئيس بوش بالجهل والتسرع عندما أعلن من أول لحظة أنها حرب صليبية بين المسلمين والمسيحيين.
ولكن الرجل لا كان متسرعا ولا جاهلا ولا مسطولا لا يدرى ما يقول .
بل كان فى غاية الوعى ويقظة الضمير ..
لقد كان يعنى ما يقول .
وقد كافأه اليمين المسيحي المتطرف على ذلك فأتى به إلى الحكم مرة أخرى..
ويا ويل الشعوب العربية من الرئيس الكاهن جورج دبليو بوش !
أنيس منصور

اساتذتى الأفاضل واخوتى الأعزاء
لاحظوا أن الكاتب الكبير الأستاذ أنيس منصور قال يا ويل الشعوب العربية ولم يقل يا ويل الدول العربية اى انه استثنى الحكام من الويل
والآن
الأستاذ أنيس منصور من رجال السلطة وقريب جدا من السلطة
ويعلم جيدا أن هناك جريمة استحدثتها الحكومات العربية بأوامر أمريكية اسمها التحريض على كراهية أمريكا وان من يرتكبها يتعرض للمساءلة والحساب
ترى ما الذي رآه وعرفه الأستاذ أنيس منصور هناك بجوار السلطة وجعله يغضب ويثور إلى حد أن يخرج من جلده ويكتب هذه الكلمات النارية ؟؟؟؟؟
اذا اضفنا ذلك لما تناقلته وسائل الاعلام عن طباعة كتاب الفرقان الحق (الذى اعدته امريكا كبديل للقران الكريم ) فى الكويت وتوزيعه على بعض طلبة المدارس هناك
اعتقد انه يجب علينا ان نشعر بالخوف
جمال النجار