أنا ليل ٌ....
أنا ريح ٌ ...ِ
أنا مطر ٌ.......
أنا هدهدة طفل ٍ تسامت في وجهه ِ البراءة
رغم زعق ُ الخوف ِ
أنا عنفوان كلمة ٍِ للحق ِ تُطلق ُ
وأنا ثدي ُّ أم ٍ جَفَ لبَنَه ُ
حينَ أسجى نبض الوطن ِ في نعش الصمت ِ
تُشَيعه ُ مواكب لضوضاءٍ ملتهبة ُ
بُتِرَت فيها أكف قابلة ٍ
ليصبح الجنين ُ صرخة ً
بين الحياة والموت ِ
ثكلنا وحملنا ما ثُكِلنا به ِ
في مسارات متعرجة
تقودنا إلى ملاذات
تشبه مساكن العنكبوت
تَشبكنا خيوطها
لنهذي ..ونهذي
هل نحن مازلنا هنا ..
فوق أرض ٍ تَشَبَعت بالنار
حتى احتراق جلدنا
وظهورنا على حقيقتنا
أم نحن ما زلنا أولاد آدم
ما زالَ قايين يداعب فينا خفايا العنف
وبين أرض ٍ مشبعة ٍ بالنار
وبين قايين وذنبُه ُ

أصبحت ُ أنا الليل ..الريح والمطر
ثلاثية تنتاب ُ سكون الأحلام
فتحيلها إلى جنون ٍ
وما أكثر الجنون الذي يؤدي إلى الضياع
أما و أنا ثدي ُّ أم ٍ...سأبكي
شفاه الطفولة ِ التيِ ابتعدت عني
بعد أن جَف َ لبني
وبعد أن تملكني الجوع
سَادَةُ الزمن
طاولةًٍ لكؤوس نبيذهم جعلوني
محتَسين َ أنخابهم سكارى
وعندما رأوا قطرة لبن ٍ
تذرفها حلمتي
أطلقوا عليها ريقهم ممزوجا ً بما علق َ
على شفاههم من نبيذ رخيص ٍ
ابتاعوه ُ من حانات السواد ِ
فشوهوا حلم َ حلمتي
وأحرقوا لبني ّ
فعدت أبكي كل َأجيالي


أمير بولص ابراهيم
العراق
برطلة آذار 2010