خذوا جسدي
مزقوه ..فما نفع ُ جسد ٍ بلا روح ٍ
ارتأت السكون َ مسكنا ً لها
أحرقوه ..
وانثروه ُ رمادا
شَيعوه ُ..
بصلواتكم التي لا تشفع
ودعوا عظامي
لهواة النحت ِ
ينحتون منها صلبانا ً
تكون شاهدة ً على قبر ٍ
لا يضم ُ غير َ رفات َ أسمي
خذوا جسدي
وقولوا لوطن ٍ
كم مِن شعر ٍ نَزَفت ُ في محرابه ِ
وكم معطفا ً نسجت ُ له من قصائدي
أدثره بهاُ في ليال ٍ
كنت أنا وإياه ُ نرتشف ُ القهوة
على شرفات الشناشيل ِ ونستمع ُ للسياب ِ غيبا ً
وكنا أنا وإياه ُ أيضا ً
نسهر ُ على السواتر ِ
حتى ذقنا طعم ركام قهوتنا
ورأينا شبحا ً يشبه ُالعَوز يمشي في طرقات مدننا
وعدنا من جديد
نحمي رؤوسنا من الشظايا
في صباحات الموت
وفي مساءات الظلام
خذوا جسدي
وقولوا لأمي
كم اشتقت ُ لحضنها
بحثت ُ عنه
منقذا ً لي
لكني وجدت حضن أمي
في آخر أيامها
تستنجد رأفة من زمنها...
يُخجلُني استنجادها
فأعود ُ ألعق ُ قراراتي
وأدون ُ هزيمتي في سجل ذكرياتي
خذوا جسدي
وأصرخوا في سمع أبي
الذي غادرني منذ أمد ٍ قريب
إني ما زلت ُ بعده ُ
ألملم ُ شتات بعضيِ
وأسقي لرحيله ِ من الحزن ِ ما نَما في قلبي
خذوا جسدي
وأقرءوا لساكنة قلبي وصيتي
كم كنت ُ أهواها
ليس كهوى عاشق ٍ في صِباه ُ
تعلم َ الهوى
وإنما هويتها منذ كنت جنينا ً
وحين خُلقت ُ في الدنيا
لم أخلق ُ لها
لكني عانقتها على فراش ِ حلم ٍ
حدا ً لم يرويني منها
خذوا جسدي
ودونوا ما كتبته ُ في معلقة ٍ ضبابية ٍ
علقوها في رقبة الزمن
يفك ُ طلاسمها
من يعيش ُ في أحضان الألم ٍ


أمير بولص ابراهيم
برطلة 24 ت1 2009