خراف على مذبح العولمة


طال الرقاد وأغفلنا شواطـــينا
تاه السفين وخانتنا مراسيــــنا
نأى بنا الموج والتيار يدفعـــنا
إلى الذي لم يصل شاطيه صاحونا
يُجانِبُ التُّربُ والأحجار منِ رِيَبٍ
حتى الجبالُ ورمل الشطّ يقلونـــا
لايعرفُ التُّرب إلا من يجـوسُ بهِ
والشط يحنو على قومٍ مُحامينــــــا
والريح عونٌ لأهل العـزم طائعةٌ
والخائرون على النجـداتِ يبكونــا
ضاعت سِماتٌ وقال القوم عولمةٌ
ماعاد حتى جهاتُ الأرض تعنينــا
لافِكرَ أبقت ولا ذكراً لهندســـةٍ
صِرنا بلا لغةٍ والشعرُ يهجونـــــا
نسيرُ في غَلَسٍٍ في قفر مُهلِـــكةٍ
نمشي بلا مُثُلٍ والدين يدعونـــــا
أين العلوم وأين الفنُّ في بـلــــدٍ
روح الحضارة كانت فيه قانونــا
يا لائمي أَن رَفَعتُ الصوتَ داويةً
ياقَـومُ إن الأفاعي في خوابينـــا
سماً نقيعاً جـرعناهُ بلا ألـــــمٍ
راضين أو عَلَّهُ الأخطارَ يُنسينـا
عبر الأثيرِ شربناهُ بلا قــــــدحٍ
أنطلبُ النور ممن جاءَ يعمينــــا
أو كالخرافِ نُثاغي فوق مَعلَــفةٍ
وفي الخفا مديةُ الجزار ترنونــا
نُعلُّ بالوهمِ بعد القهرِ في نَـــهَلٍ
في مِرجلِ الخوفِ ألقينا أمانينـا
حتى الجلودُ خلعناهـا بلا خــجلٍ
عن سكرة الموت كان الرقص يلهينا
لايصفحُ الذئبُ عن شاةٍ ولو رَضَخت
حتى الكباشُ عن المرعـى يحامونا
أين الحميةُ هل ياعُربُ من عَـرَبٍ
كيف الهوية ياشرقٌ تخليـــــنا
الوجه أضحى غريباً منك ياوطني
ماهكذا كنت في الأحلام تأتينـــــا
الفخر أمسى بعيداً عنك ياوطـــني
كنتَ الفخارَ وأهل الأرضِ يدرونا
ضمِّد جراحك يادرعاً لمستــــتر
مازلت سقف العلا سام يراعينـــا
في جبهةِ الشَرفِ الموسوم أخيلةً
سَطَّرتَهَا بالندى والحـب تزيينـــا
قُم لاتَرِم أنت أقوى والدُنى دُوَلٌ
ترابك الحـرُّ في الشِّدَّاتِ يحيينــا



سحبان العموري