كتب لي أخي الشاعر محمود فرحان الحمادي هذا التعليق على إحدى قصائدي ولقد أرسلت له رداً مع ظبية من ظباء الشعر:
قال الشاعر محمود فرحان الحمادي:

وافت رياضَك تشتكي الأشعارُ
وأتتك تجهشُ بالبكا الأفكارُ
ترجو نوالَك بعد ضيمٍ مسَّها
وبمثلِ جودك يحتفي الأبرارُ
هذا عمود الشعر هيضَ جناحُه
شزرًا تُكَدِّرُ وجهَهَهُ الأبصارُ
سحبانُ بات الشعرُ في أيامنا
طللاً يعاتب صرحَهُ السمّارُ
أمستْ قوافيُّ القريضِ حزينةً
مذ بات يبني ركنَها الدولارُ
دعني أبثكَ يا رفيق مشاعري
ألمًا تنوء بحمله الأخيارُ
فلقد عرانا مذ تركنا أمسَنا
همٌّ تكالب في يديه صَغارُ
وبمثل حرفك نستعيدُ شموخَنا
إن غاب عن وجهِ الحياة فخارُ

يقول سحبان العموري:

نجوى إلى الشاعر محمود الحمادي

غزلان‘ فكري مشت والسيرُ يتعبها
ظـُهرَ الهجيرِ وظِلُّ الشعرِ يـُرقِبُها
يا ظبيتي إن أرضَ الدَّوِّ مُقـْفرةٌ
إن تـَنْحَري شرقـَها فالظلُّ يَعقـُبها
سيري ولا تـَقِفي فالوحشُ مُرتقبٌ
خلفَ الحُزومِ وغضُّ اللحمِ يـُرغِبُها
قد تتعبي إنما الغاياتُ في شَرَفٍ
قد يلتقي خطراً من جاءَ يخطبُها
بعد الونى تجدي (فلوجةً) كـَرُمتْ
أبو حذيفةَ محمودٌ يُطـَيـِّبُها
تلقي هنالك أنداءاً بهم خفرٌ
(جوباسُ) فيها لهم نجوى تـُهذِّبها
أبا حذيفةَ إنَّ القلبَ منكسرٌ
جراحُه صُحْبَةُ الأخيارِ تقطبُها
كـُلِّي أسىً من ضَياعِ العمرِ في سِنةٍ
روحي غدت في رحى الأوجاعِ تـَنكبُها
يا صاحبي خـَبِّرِ النفسَ التي عثرتْ
هل من سبيلٍ إلى حلٍّ يـُطَبـِّبُها
لا تشتكي ألماً قد ذُقتُ أعظمَه
إن الكرامَ ضِرامُ الفكرِ مَشرَبُها
ما كانَ رُزْءُ القوافي غيرَ مُنْعَرَجٍ
في نهرِ أسقامِ قومٍ تاه مَركبُها
هذي الديارُ فهل تلقى بساحتها
غيرَ المهانةِ و الأهواءُ تـَحطبُها
أنّى لتلك القوافي تنتشي طرباً
ما غيرُها فـُسحة ُالأحرارِ تـُطربُها
كيف المقالُ و أحلامُ الملا ضُغِثـَثْ
في سادرٍ بالـ(أنا) وَهْمٌ يُحَزِّبها
يا عِرقَ نورٍ أطلَّ اليومَ في سهري
محمودُ نجوى إليك القلبُ يسكبها
بلـِّغْ سلاماً إلى الأحبابِ كيف هُمُ
وارفـَقْ بظبيةِ شعرٍ طالَ مَذهبها
يا ظـَبيتي فارجعي إني بها وَلِعٌ
من دون ِغزلانِ شعري اليومَ أطلبُها


الفلوجة :بلد الشاعر محمود وهي اشهر من نار على علم
جوباس : هي قريتي الصغيرة في محافظة ادلب في سورية
الدو :بادية بين سورية والعراق