من مذكرات ابن الشهيد


جاءتْ ، تمزِّقُها المصيبةُ والأسى ،
من قبْلِ أن يُسجى أبي ، ويُوارى
ألقتْ بأذني ، في ارتياعٍ : قولةً
والدمعُ يغسلُ وجهَها. . . أنهارا
: يا مقلتي قد ضاعَ عقلي في المصابِ
لفقدِ من خلَّى الهمومَ وسارا
لمَّا قضى ، قالوا . . فِداءً للعُلى
والفِكرِ ، ماتَ مُجاهداً . . مُغوارا
نضحت حماسٌ بالحيـاةِ ، وكلّنـا
( يومَ المنيّةِ ) . . ننضـوي ثـوارا
يتحزَّمـون النارَ حولَ بطونِهم ،
ويُرَصِّعون جِباهَهم : أقمارا
يتحرَّقون إلى الشهادةِ ، مشرقيـنَ ،
بعزْمةٍ مُضَريـَّةٍ : تَتبارى
انظر . . بنيّ ، فللحياة مواقفٌ ،
والحرُّ يتَّخـِـذُ النضـالَ قرارا
عُدْ لي كريماً أو فمتْ دون العلا ،
لا تستطيبُ ديارُنـا خوَّارا
خيرٌ لنا خوضَ القتالِ ، لننثني
بالنصرِ ، أو نقضي به أحرارا
فانهجْ ـ بنيَّ ـ سبيلَ والدِك الذي
سلَكَ النِّضالَ : قضيةً ومسارا
وإذا اعتزمت ، فهُبَّ ، أيّ قضيَّةٍ
تعلو الشهـادةَ : عزّةً وفخارا ؟
* * *