قلبي : نصفان




لم أدر ِ أنّ فؤادي نِصْفُهُ عِلـَلٌ
ونصْفـُهُ مــودَعٌ عِنـْدي بِلا داعِ

عاثَ الزَّمانُ به عَسْفاً ، فأقعَدَني
رَهنــاً لمِبْضَــعِ جرّاح ٍ و خدَّاعِ

***
أسْلمتُهمْ نِصفَهُ المعلولَ مُحتسِباً
فراعَــنــي أنـَّـــهُ خزّان أوجــاع

فـَما طَرَحتُ له قـَـولاً يُناغِمُني
إلا تـَخـَفـَّق في جرْسٍ لإقنــاعي

و يَغتدي ظالِماً يَلهو بمُنْتـَصَفي
مُرَوِّعاً زَخْمُهُ المجنونُ أضْلاعي

كأنـَّما هو مَخـّاضُ الهُمومِ ، فلا
يَعودُني مُؤنِســاً يومــاً لإمتـاعي

كأنـَّما أُترِعَتْ أعْصـابهُ غَضَباً
فلا يَهامِسُــــــني إلاّ بإقــْـذاعِ

***
وكابَدَ النِّصْفُ من ألوانِ خَيبَتِهِ
جُموحَ مُعْتَمِرٍ بالحُسْنِ ، خَدّاعِ

كلّ المَنافذِ أضحت رهنَ فاتنةٍ
تُغري فؤاد فتىً (في الحبِّ) مُلتاعِ

دارتْ بمقلتِهِ الأحزانُ واحْتدَمَتْ
فيهِ الشُّجـون ، فما يَهْنا بتهْجـاع

حُزَّ الشِّغافُ بلحْظٍ ، نصلـُهُ وَطـَفٌ ،
و سهمه نافذ ٌ في الخَافق الكاعي

إن رُحْتُ أنْشِدُهُ في الحبِّ أغنيةً ،
يأسى ، فيختمُها بالحُزْن كالنـَّاعي

وإنْ أتيتُ لأرْقي جُرْحَهُ بهوى
يَرُدُّ مُلـْتَمَسي في زُهـْدِ هَلاّع

وإنْ قرُبْتُ به للحُسْـنِ يَنْهَرُني
مُلـَحِـّنــاً خَفـْقَـَهُ في شـَكــْلِ إيقاعِ

ويلي ..! أيأسُرُني شَوقاً لمُرتَشَفٍ
يُجري اللما ؟ وأنا كأسٌ بلا قــاعِ

***
سئِمْتُ ما حملَ النِّصفان من كلفٍ
يَلهو بهِ النـَّاسُ ، من : شارٍ وبيّاعٍ

نصْفانِ ليتـَهما كانا بلا وَلـَهٍ
يُذيبُني ، ولا هَلعٍ يَقضي على الدَّاعي

* * *