هذه القصيدة لأستاذي الدكتور / إبراهيم الكوفحي أستاذ الأدب بجامعة أم القرى سابقا ,

وقد ألقاها في حفل افتتاح ندوة: البلاغة العربية سؤال الهوية وآفاق المنهج

والتي تنظمتها كلية اللغة العربية بالجامعة خلال الفترة 18 - 20 / 3 / 1432 هـ


القصيدة المكية




لي في حمى (أمّ القرى) أحبابُ شيــبٌ هنــاك عـرفتهمْ وشبابُ
إخوانُ صدقٍ، أوفياءُ على المدى والـدهـر خــوّانٌ.. لــه أنيابُ
أخلاقهمْ طهرُ الورودِ وعطْرُها إنَّ الشمائـلَ سنّــةٌ وكتــابُ
تنسابُ (زمزمُ) في عروق كلامهمْ فــإذا المسامــعُ... منظـرٌ خَلاّبُ
لا ينطقون سوى أطايبِ ما اشتهتْ منهم عقــولٌ، وانتقــتْ آدابُ
أنى مشيتَ.. (فجعفرٌ) أو (خالدٌ) يلقــاك.. أو (عثمـانُ) أو (خبّابُ)
نحَتَتْ (حراءُ النورِ) مئذنةً لهمْ فــديــارهمْ مــدّ الرؤى محرابُ
من فجر (اقرأْ)، والثرى سَجّادةٌ ذا عـالـمٌ .. ذا عـابــدٌ أوّابُ
لمَا عَلَتْ في أفقهمْ، ظلّتْ لهمْ شـمسـاً تــرفّ، وربّـك الوهّابُ
شعَّتْ هدىً وفضائلاً ومعارفاً فَسَمَتْ بها الأرواحُ والألبابُ
فإذا القفارُ.. مدائنٌ وخمائلٌ وإذا الجبــالُ.. معـاهـدٌ وقبابُ
من ها هنا فارتْ ينابيعُ السّنا فاخضّــرت الأكـــوانُ والأحقابُ
هي (مكّةٌ).. أو سُرَّة الأرض التي تسـقـي الحيـاة، وقلبُـها الوثّابُ
هي (مكّةٌ)، لولا انبلاجُ (البيتِ) ما دُحِيَتْ لنـا كُـرَةٌ، وطــاب تـرابُ
هي (مكّةٌ)، لولا حماها الخِصْبُ ما ائتلفـتْ قــرىً، وتحضّرتْ أعرابُ
هي (مكّةٌ)، لولا ( رسولُ الله) ما انتصبـتْ جبـاهٌ، وانحنـتْ أنصابُ
هي (مكّةٌ)، لولا سناها الطُّهْرُ ما ابتسـمَ الفضـا، وتفتّـحـتْ أبوابُ
هي (مكّةٌ).. (حَرَمٌ) يظلّ مثابةً للنـاسِ، لا تـرقـى إليـه حـِرابُ
يُجبى إليه من الثمار ثمارُها فالأرضُ روضٌ.. والسمـاءُ سحـابُ
(رُكْنٌ) من الفردوس يحرق (آدماً) لَهَفاً، ويهتفُ: طــال منــك غيابُ



وختاما, أبعث سلامي لأستاذي الدكتور إبراهيم في أرض الأردن الحبيبة, مع دعائي له بأن يديم الله عليه الصحة والعافية وموفور النعم.