أَطيَاف

كَلَّ الفؤادُ بما حَملْ
والبَوحُ خَضَّبَهُ الخَجَلْ
وَالدَّهرُ عَافَ رُكُودَهُمْ
وَاغتَمَّ وَاهتَمَّ الكَسَلْ
فَأَتَى عَلَيهِمْ صَائِحًا
غَضِبًا يُنَادِي مَنْ رَحَلْ
أَينَ الحَضَارَةُ وَالبُنَاةُ
بِعَزْمِهِمْ ضَرَبُوا المثَلْ ؟
أَينَ الأُسُودُ الصِّيدُ؟ أَينَ
المجْدُ مَرَّ عَلَى عَجَلْ ؟
أَوْدَى بِهِ خَلَفٌ كَلِيلٌ
دَكَّ مَا شَادَ الأُوَلْ
إِنْ جَدَّ خَطْبٌ جَدَّ فِي
التَّمْيِيعِ يَحدُوهُ الوَجَلْ
وَمُكَابِرًا تَلقَاهُ فِي السَّــ
ــرَّاءِ يَنعَى مَا بَذَلْ
لا سَتْرَ يُخْفِي عَارَ مَنْ
يَخْطُونَ فِي وَحْلِ الزَّلَلْ
قَومٌ غَدَوْا فَزَّاعَةً
تَرعَى خَيَالاً فِي طَلَلْ
قَامَاتُهُمْ مَحنِيَّةٌ
وَشُمُوخُهُمْ نَجْمٌ أَفَلْ
أَبْصَارُهُمْ مَشدُوهَةٌ
لِلمَوْتِ تَرنُو فِي خَبَلْ
أَحْلامُهُمْ زِيفٌ وَتَهوِ
يمٌ وَفِكْرٌ مُبتَذَلْ
وَالعَينُ تَبْكِي نُورَهَا
وَالعَقْلُ وَافَاهُ الأَجَلْ
فَالحُرُّ مُعْتَقَلُ القَرا
ئِحِ وَالجَوَارِحِ مُسْتَذَلْ
وَالنَّذْلُ تَاجِرُ مَوْقِفٍ
قَيْدَ انْفِعَالٍ مُفتَعَلْ
والغِرُّ مَصْلُوبٌ لَوَهْـــ
ــمِ اجْهَلْ تَذِلَّ لَكَ الدُّوَلْ
وَجَلِيلُهُمْ إِنْ قَامَ يَجْـ
ـأَرُ بِالوَعِيدِ فَقَدْ هَزَلْ
بِالصَّبرِ تُغْتَالُ المُنَى
وَالفِعْلُ حُلْمٌ مُعْتَقَلْ
خَمَدَتْ شُمُوسُ المَجْدِ تَبْـ
ـكِي حَظَّهَا وَالعَتمُ حَلْ
وَالفَخْرُ جَافَى أُمَّةً
عِملَاقُ مَاضِيهَا اضْمَحَلْ
وَعَدَتْ عَلَيهِ رُؤًى بِهَا
طَوْقُ الضَّلَالَاتِ اكْتَمَلْ
فَدَعِ التَّلِيدَ وَلَا تَنُحْ
فِي المَوْتِ لَا يُجْدِي العَذَلْ
وَاصْرُخْ بِمَنْ أَقعَى وَمَنْ
رَضِيَ الخَنَا أَمْنًا وَذَلْ
لِلأَمرِ قُومُوا لَا يَنَالُ الـ
ــخَيْرَ أَهلُ عَسَى وعَلْ
خُوضُوا الوَغَى مَا عَادَ مِنْ
سَاحٍ لِصَوْلاتِ الجَدَلْ
وَجُذُورُكُمْ فِي الأَرْضِ تَهْتِفُ
شَمِّرُوا زَنْدَ العَمَلْ
أَوْ فَامْكُثُوا أَطْيَافَ شَيءٍ
وَالرُّبَى ظِلٌّ وَطَلْ