أبث دمي

أَمِن نَزَقٍ عَلى وَرَقٍ أَراني
أَبُثُّ دَمي لِمَن وَيلًا أَراني
وأُمطِرُ أَحرُفي بِظَليلِ شِعرٍ
يُعانِقُ والزَّنابِقُ مَن سَبانِي
وَلَيسَ يَعيبُهُ خِلُّ عَنِيدٌ
يُعَذِّبُ فِي التَّباعُدِ وَالتَّداني
إِذا ما لَفَّنِي فَجرًا بِنُورٍ
مِنَ الوَصلِ الرَّقِيقِ، ضُحًى جَفَانِي
مَريرٌ إِذ يُقارِبُ أَو يُجافي
وَفِي المُرَّينِ قُلْتُ وَمَا كَفَانِي
فَإِنْ بِزُلالِ قَوليَ فَاشتِياقٌ
لِمَن سُكناهُ بَوتَقَةُ الأَمَاني
وَإِنْ بِأَنينِ نَبضيَ فَانعِتاقٌ
لِقَلبٍ غارِقٍ بِأَسًى بَرانِي
وَقَفتُ أُغالِبُ الأَيّامَ عَلِّي
أَصُونُ النَّفسَ عَن وَهنِ الهَوانِ
وَأَبْسِمُ والخُطوبُ تَفُتُّ عُمري
وَأَجرَعُ عَلقَمًا دَهرِي سَقَانِي
فَلِي فِي الصَّبْرِ تَارِيخٌ تَلَظّى
بِنَارِ الصِّدقِ تَهزأُ بالدُّخَانِ
وَلولا صَدرُ أُمِّي يَحتَوِيني
لَنَاءَ بِيَ الفَضَاءُ وَلازدَرَانِي
وَكُنتُ غَدَوتُ مِن وَهَنٍ جَفَافًا
يَرِقُّ لَهُ الأَقاصِي والأَدَانِي
أَقَمتُ عَلَى شَفَا ظَلمَاءَ تُعمِي
فَأَشرَقَ بِابْتِسَامَتِها كِيَانِي
وبَلسَمَتِ الجِراحَ فَمَا اشْتَكَتْنِي
وَلا عَتبَتْ عَلَى ضَرَمِ افْتِنَانِي
لَهَا مِن رِقّةِ النِّسرِينِ كَفٌّ
تُشِيعُ الحُبَّ فِي سَاحِ الطِّعَانِ
سَحَابُ رِضىً يَجُودُ بِطَلّ رَوْحٍ
عَلى يَبَسِ الفُؤادِ بِهِ أَمَانِي
فيَا أُمِّي وَأُمَّ الفَضْلِ إِنِّي
لَأَفْخَرُ أَنَّنِي بِنْتُ الجُمَانِ
وَهَلْ مِثْلِي تَفَتَّقَ مِنَ سَنَاءٍ
يَحِنُّ لَهُ المَدَى فِي كُلِّ آنِ
أُحَلِّقُ بِالضِّيَاءِ وَأَنْتِ شَمْسِي
إِلَى صَدْرٍ سَمَاوِيِّ احْتِضَانِ
مَلاكِيَ أَمطِري الأَحلامَ نُورًا
سَرِيًّا سَاطِعًا بِرُؤًى حِسَانِ
فَدَيتُكِ يا نَدىً وَصَفاءَ قَلبٍ
يَعُوذُ بِهِ الشُّروقُ مِنَ التَّوانِي
وَثَغرًا بَاسِمًا فِي وَجهِ بَدْر
يَفيضُ بِشَهْدِهِ لَبِقُ الِّلسانِ
تَعَمَّدَ فِي جَدَاوِلِكِ انْبِهَارِي
فَبَرعَم وَازدَهَى فَرَحًا زَمَانِي
وَأَسقَانِي حُنُوُّكِ سَلسَبيلًا
وَأَلبَسَنِي قَطِيفَةَ أُرجُوَانِ
وأَسكَنَنِي بُرُوجًا في قِلاعٍ
مُقَرمَدَةٍ بِطِيبِ الزّعفَرانِ
وَرَاوَدْتُ القَصِيدَ عَنِ اِنفِراجٍ
لَعَلّ الحَرفَ يَهتِفُ بِامتِنَانِي
بِأَنغَامٍ تَحِنُّ لَها الثُّرَيّا
إذا مَا النَّثرُ هَانَ لَدَى الرِّهَانِ
وَحَرفٍ فِيكِ يَهطِلُ وَهجَ نُورٍ
يُزَلزِلُ بِالإبَاءِ ذُرَى المَعَانِي
فَأَخفَقَ فِي بُلوغِ مَدَاكِ شِعري
وَأَمْسَكَ وانْحَنَى خَجَلًا بَيانِي
فَيا زَهْوَ المَشاعِرِ ضَمَّ رأَسي
وَباحَ له الفُؤادُ بِما اعْتَرانِي
وَهَبتِ فَنامَ قَيدَ رِضاكِ بَوْحِي
لِيَشدُو حِينَ يَصحُو فِي جَنَانِي
أأشْكُرُ أمْ أُلَمْلِمُ حَبَّ دُرٍّ
نَثَرْتِ عَلى مُرُوجِ الأقْحوانِ