بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و صلى الله و سلم على رسوله و على آله و صحبه أجمعين ، أما بعد:
فلا يوجد مشتغل بالأدب ألا و يواجهه مصطلح التناص في الشعر و النثر ، و هذا البحث يعنى بهذه الظاهرة في محيط الشعر ،
فما هو التناص؟
التناص :
هو شكل من أشكال التفاعل الأدبي بين نصين نص سابق متقدم و نص لاحق متأخر و تختلف درجة التفاعل بين النصين فمنها ما يصل لدرجة السرقة الواضحة من النص السابق و منها ما يعتبر في سياق الاقتباس و التضمين المحدود و المحمود .
و يسبق عملية التناص عملية المثاقفة، و هي أن يطلع الشاعر على نص أو عدة نصوص سابقة عليه فيقرأها بتمعن و يستفيد منها في بناء نصه الجديد و هذا يحتاجه غالبا المبتدئ
و كان الشاعر العربي المتقدم ينصح طالب الشعر بحفظ شعر الشعراء المشهود لهم بالجودة و الإبداع ثم ينسج على منوال ما استعذب من نصوص ، و قد تجاوزت مسألة المثاقفة بين نص و شخص إلى مثاقفة بين لغتين و ثقافتين متباينتين ، كما حدث في زمن الترجمة في العصر العباسي و العصر الأندلسي ، و أشد و أخطر المثقافة التي تشهده أمتنا العربية ما نشهده اليوم بين اللسان العربي و اللسان الغربي و يا ليتها مثاقفة الأنداد بل مثاقفة أدبنا المهزوم لأدب الفرنجة المنتصر و تشفيف المغلوب ما عند الغالب.
و ألخص ما سبق في هذا السطر:
التناص علاقة تداخلية بين نص و نص يسبق أحدهما الآخر في الزمن، و يسبق مرحلة إنتاج النص المتناص مرحلةُ المثقافة والمثقافة نوعان:
مثاقفة فردية و مثاقفة أممية.
يتبع إن شاء الله تعالى



رد مع اقتباس