أحدث المشاركات
صفحة 12 من 12 الأولىالأولى ... 23456789101112
النتائج 111 إلى 115 من 115

الموضوع: ديوان الشاعر عيسى سلامي

  1. #111

    افتراضي

    عين فابكي لفقد إسماعيل
    ذلك الشيخ ذي المقام الجليل
    أهو حق قد مات أم هو حلم
    لا تلوموا فإنني في ذهول
    كلما رمت سلوة جاء نعي
    لعزيز فضاع مني دليلي
    هدم الموت قلعة من صلاح
    وعلوم فما له من بديل
    هذه قريتي تبث أساها
    لمصاب قد حل فيها جليل
    وقنا تشتكي من الفقد حزنا
    ليس فيها سوى بكا وعويل
    وجرادية تنوح عليه
    آه من لوعة وحزن طويل
    كل شيء بكاه إذ كان فذا
    قد حوى في الخلال كل نبيل
    صار يبكيه جامع كان فيه
    صادحا بالقرآن في ترتيل
    حلقات التحفيظ تندب شيخا
    كان فيها معلم التنزيل
    كان بالعلم مشبعا نهم
    الجهال فينا وراويا للغليل
    جاء والناس في ضلال وجهل
    فدعا للهدى وخير سبيل
    لم يعقه عن دعوة الحق قوم
    سفهوه بكل بكل قول جهول
    كم محا بدعة بكل ثبات
    وصمود ما لان للمستحيل
    فمضى صابرا يحث خطاه
    لم يكن في تكاسل أو خمول
    جاء والناس غارقون بلهو
    في إسار الغناء والتطبيل
    ورآهم من جهلهم في هوان
    ورآهم من غيهم في سفول
    فدعاهم إلى الهدى في اصطبار
    مخلصا ساعيا وغير ملول
    كان في وجه كل بغي كسيف
    صارم في مضائه مسلول
    كان بالحق ناهضا لا يبالي
    بملام ولا بقول عذول
    عزمه لم يهن وما كان يوما
    حين يمضي في دعوة بالكسول
    بيته الرحب لا يمل نزيلا
    فاتحا بابه لكل نزيل
    كان لا يرتضي بأن يبصر الناس
    من الشرك في حياة الذليل
    كم سنين من عمره قد قضاها
    في اجتهاد معلما للجيل
    وله في القضاء أحكام عدل
    وعن الحق ما به من عدول
    لم يزل صوته يرن شجيا
    حين رفع الأذان والترتيل
    هو مزمار من مزامير داود
    سبانا ومنعش للعليل
    هو يزري بكل صوت ندي
    من رنين لبلبل أو هديل
    يا لتلك الآيات تملك أسماعا
    وتسبي من سحرها للعقول
    صوته يجلب الخشوع فيصحو
    كل ساه لدى الصلاة غفول
    كل ربع يا شيخ بعدك أمسى
    كخلاء وموحشا كطلول
    يا فقيد الإصلاح قد صار يبكيك
    بدمع من مقلتيه هطول
    عشت تجلو ظلام جهل وشرك
    وخرافات أنفس وعقول
    صادعا باليقين لم تخش صدا
    موردا كل حجة ودليل
    جرأة في شجاعة في مضاء
    في احتمال لكل أمر ثقيل
    كم نفوس هديتها لصواب
    سالكا في البلاغ نهج الرسول
    لست بالواهن الضعيف لدى الصعب
    ولا الخائر الجبان الهزيل
    إيه يا صاحب العقيدة قد كنت
    نقيا مستمسكا بالأصول
    كنت شمسا مبددا ظلمة الجهل
    وها أنت صائر للأفول
    آه يا عاشق الزهادة في الدنيا
    ولم تعرمن بعيش قليل
    عشت لم يولع الفؤاد بدنيا
    مستعدا فيها ليوم الرحيل
    عشت فيها ولم تلم ثراء
    أو تكن جامعا لمال جزيل
    أنت سطرت من فعالك سفرا
    ليس يمحى على الزمان الطويل
    أنت أسطورة من الناس صعب
    أن يرى صنوها بأي رعيل
    ولكم كنت في المواقف وقافا
    على الحق دون حيف وميل
    رادعا كل ظالم مستبد
    ناصرا كل بائس مخذول
    وحفظت اللسان عن قولة الزور
    وعن غيبة وقال وقيل
    سر إلى الله واترك العيش في دنيا
    كذوب خداعة وختول
    رب أسكنه جنة يلق فيها
    عيش نعمى وتحت ظل ظليل
    رب واجعله يرتوي في جنان
    راشفا كوثرا ومن سلسبيل

  2. #112

    افتراضي

    رحلت أخي لك خيالك لي باقي
    فأترعت من سيل المدامع أحداقي
    فيا لهف نفسي يوم قدت لساحة
    لحتف وما منا لميتتك الواقي
    فلو كانت الأعمار توهب منحة
    وهبتك عمري يا أخي دون إشفاق
    ولو كانت الأرواح تسقى لميت
    لكنت لك الراوي وكنت لك الساقي
    ولو قدموني أفتديك لسرني
    وما أحد للموت غيري بسباق
    فيا حزن أمي كم تفطر قلبها
    وأشجانها قد طوقتها بأطواق
    أيا ابن أبي يا ابن أمي ومهجتي
    إليك أخي لم تخب نيران أشواقي
    ألا ليت ذاك السيف قل فل حده
    وطارت شظاياه إلى كل آفاق
    فكم قد سعينا نفتديك بمالنا
    تحيا ولكنا منينا بإخفاق
    ولكنها الآجال إن هي أقبلت
    فما نافع منها طبيب ولا راقي
    وكم بذلت منا الجهود حثيثة
    لتظفر بالعيش المديد بإطلاق
    ولكنه المقدور شيء محتم
    وما أحد منا له غير منساق
    وخير عزاء فيك أنك ذو تقى
    وأنك ذو قلب رضي وأخلاق
    كأني أراك في الجنان منعما
    لأنك وفيت بعهد وميثاق
    وتقت لقود فيه تطهير حوبة
    ولم تك للعمر الطويل بتواق
    رغبت تلاقي الله عبدا مطهرا
    من الذنب كي تمسي بجناته الراقي

  3. #113

    افتراضي

    إني أتيت وقد حملت زهورا
    وخشيت في وصفي له تقصيرا
    هو في سبيل العلم أفنى عمره
    وعطاؤه قد ظل منه غزيرا
    يا حامل العلم الشريف تحية
    وسلام إكبار يفوح عبيرا
    لا تيأسن وقد حملت رسالة
    أن بقيت مجاهدا مغمورا
    يكفيك أنك سامق في غاية
    ستظل تحيا في المقام كبيرا
    فلأنت مثل الشمس يبقى ضوءها
    متوهجا وعلى الأنام منيرا
    تمحو ظلام الجهل بالعلم الذي
    أضحى ضياء في القلوب ونورا
    تسعى وتدأب تستلذ متاعبا
    وترى العظيم من الأمورا حقيرا
    وتظل تطمح للذرى بعزيمة
    وثابة لا تعرف التأخيرا
    أفنيت عمرك ناصحا وموجها
    تبغي من الله العظيم أجورا
    ووهبته للجيل دون مضنة
    حتى توجه للصلاح مسيرا
    ومضيت تحمي خطوه من زلة
    حتى تقيه معايبا وشرورا
    أنهلته علما نقيا صافيا
    كي يرشف النهج القويم نميرا
    وتبيت في الأسفار تبحث جاهدا
    في كل فائدة تخط سطورا
    يا باعثا آمال نشئك تبتغي
    أن يرتقوا كيما تعيش قريرا
    وإذا جنى نشء لديك نجاحهم
    أضحيت مما حققوا مسرورا
    وتعانق الآلام قلبك إذ ترى
    منهم حزينا كابيا وكسيرا
    تلك المساعي بالثناء جديرة
    ويحق أن تلقى بها التقديرا
    يا محسن ما كنت إلا محسنا
    إذ كنت في صرح العلوم مديرا
    أدركت عبء أمانة فحفظتها
    وحملت هما في الفؤاد كبيرا
    ولكم أنخت ركاب كل مصاعب
    حتى أزلت من الأمور عسيرا
    عقدان لم تبرح تغذ السير في
    همم الرجال وما عشقت فتورا
    عقدان قد مضيا كلمعة بارق
    يا للزمان تبدلا ومرورا
    ما زلت أذكر موقفا في محفل
    بقصيدة كانت تفيض شعورا
    هنأت فيها محسنا بإدارة
    إذ كان في وصل بها لجديرا
    واليوم ودعها ففاضت عينها
    دمعا وكدر خاطر تكديرا
    كان الوفي لها سنين وصالها
    وعلى المبادئ حاميا وغيورا
    أما ابن زين الدين كم من همة
    في نفسه تدع الكبير صغيرا
    ولكم من الأجيال ربى مخلصا
    حتى أجادت للحياة عبورا
    سيظل ينقش في القلوب فعاله
    وعلى الشفاه ممجدا مذكورا
    أمحمد البسباس فضلك لم يزل
    في كل ذاكرة غدا محفورا
    مازال يذكر سعيكم أبناؤكم
    والكل يهديك الوفاء شكورا
    إن يفتخر ناس بحسن عطائهم
    فلأنت أجدر أن تكون فخورا

  4. #114

    افتراضي

    الحق في نثري وفي أشعاري
    والصدق في لحني وفي قيثاري
    عندي براهين اليقين جلوتها
    وجعلتها كالصبح في الإسفار
    وبحجة دمغت وقول صارم
    سأظل أبطل زعم كل مماري
    إني دربت على الردود وإنني
    متعود في الشعر خوض غمار
    يامن يجادل لاتمار فإنها
    لحقيقة جاءت كضوء نهار
    ليس النهار بحاجة لدليله
    والشمس لاتخفى لذي الأبصار
    قل لي بربك هل لذي السبعين من
    أرب لديه إلى ذوات خمار
    وهو الذي قد بات في أسقامه
    عند المساء ملفعا بدثار
    غابت لذائذه وأغلق بابها
    والقلب أسدل سترة الأوطار
    لو لم يكن في الشيب أمر نقيصة
    للغيد ما عاش الحياة يواري
    الدهر أفسد كل شيء عنده
    فغدا ليصلحه لدى العطار
    متشببا يطلي الشعور بصبغة
    وإذا سألت يلج في إنكار
    البكر في هذا الزمان تطلعت
    لتنزه وتنقل وسفار
    أو ليس من هدف الزواج تعفف
    وصيانة للعرض من أوضار
    ولرب غانية أقول لها اصبري
    قالت بليت بأشيب مكار
    أغرى أبي بالمال حتى باعني
    والنفس هامت في هو الدينار
    فكأنني في السوق صرت كسلعة
    صارت تباع بأبهض الأسعار
    هذا الزواج إذا يفتح بابه
    فهو الحياة مطية الأخطار
    لهفي على تلك الفتاة ضحية
    لزواج شيب أو زواج شغار
    ما ذنب ذات الخدر غيب فجرها
    بدجى مشيب كاسف الأقمار
    دفنت أمانيها ومات طموحها
    وتقيدت في محكم الأسوار
    والزوجة الحسناء تندب حظها
    تشكو بحزن سطوة الأقدار
    تشتاق للعيش الهنيء كما اشتهت
    بيد إلى فيض من الأمطار
    كانت تؤمل في الزواج سعادة
    لكنها ارتشفت من الأكدار
    وتود فيضا من حنان دائم
    عند الإقامة أو لدى الأسفار
    قل لي أحبك قل حياتي إنني
    أشتاق همسا منك في تكرار
    وامرر بكفك فوق شعري إنني
    سأحس عطفا منك بالإمرار
    قالت له لكنه قد ردها
    في غلظة بل ذاك فعل صغار
    ولتخجلي فلقد كبرت على الهوى
    ويصد عما تشتهين وقاري
    أو ما يحق لزهرة فواحة ذبلت
    وكانت أنضر الأزهار
    هيهات أن تجد الحنان بأشيب
    وفؤاده من كل عطف عاري
    كم حاولت إغراءه بمفاتن
    وفريد حسن ليس بالمتواري
    كم حاك عذرا في هروب دائم
    وهي التي ملت من الأعذار
    في كل يوم يشتكي إغماءة
    عند المسا مصحوبة بدوار
    إن لم يفد عذر لديه فإنه
    لابد يوما لائذ بفرار
    السعد طوق كل زوجة أصغر
    يهب الجزيل بهمة مكثار
    العزم بين عروقه متدفق
    يعطي بلا من ولا إقتار
    وعلى الحياة تعاضدا وتفاهما
    وتعاونا من أول المشوار
    وتشم منه أريج عرف عابق
    ويشم منها فائح الأعطار
    من كل فل للردائم قد سرى
    عبقا شذاه يبوح بالأسرار
    قضيا سنينا في الحياة وطوقا
    عش الحياة بغمرة استبشار
    إني لك العمر الطويل وفية
    أفديك في يسر وفي إعسار
    هي أين من تلك التي باتت على
    جمر تلظت في لهيب النهار
    للموت أهون من حياة تعاسة
    عاشت بها في وحشة وإسار
    ما ضرها لو أن تعيش عنوسة
    خير لها من أشيب منهار
    قصرت خطاه عن المراد ولم يكن
    يوما لها فيما تريد يجاري
    لاشيء غير الطلم قوض صرحها
    فغدت تؤول حياتها لدمار
    لم تلق من عقد الزواج سوى اسمه
    وتجرعت ألما بغير خيار
    زعموا زواج البكر يرجع أشيبا
    في عزمه غرا من الأغرار
    هيهات يرجع من تقضى عمره بتتابع الأيام والأدهار
    سيظل يلهث في الليالي متعبا
    هذا الزوج تغص منه محاكم
    فحذار مما قد جناه حذار
    يا زاعما هذا الزواج تأسيا
    لما فعلت بأحمد المختار
    أوليس في الهادي لنا من أسوة
    إلا زواج الشيب بالأبكار
    ليس الأنام كمثل طه قوة
    في طاقة بالله كيف تماري
    الله قد خص النبي مزية
    في قدرة هذا عطاء الباري
    وتقول عائشة تزوجها وقد
    كان البناء بها لدى الأنصار
    هو لم يزوج في النساء بغيرها
    بكرا وذاك بثابت الأخبار
    هذا قصيدي مبطلا لمزاعم
    الحق فيه مذاهبي وشعاري
    شبهته بالغيث في تسكابه
    أو مثل بحر مائج زخار
    ونظمته كالدر في أوصافه
    متفردا في اللفظ والأفكار

  5. #115

    افتراضي

    أيها الشعر جد بمدح مدير
    ذي ارتفاع وذي مقام كبير
    بذل العمر كله في طريق
    للمعالي ما شابه من قصور
    قلت للشعر هل تعثرت في مدح
    جليل في شأنه وقدير
    قال لي عاجز وكيف أوفي
    حق سام بباع حرف قصير
    ما نسينا ما كنت تزرع فينا
    من كريم الخصال في خير دور
    ما نسينا حظا على العلم منكم
    ما نسينا حثا على التبكير
    إن تودع كرسيك اليوم إنا
    سوف نحيا بنهجك المستنير
    ثلث قرن قد كنت فينا مثالا
    نحتذيه ما فيك من تقصير
    ثلث قرن نقلتنا فيه للمجد
    ويسرت كل أمر عسير

صفحة 12 من 12 الأولىالأولى ... 23456789101112

المواضيع المتشابهه

  1. رحبو معي بالشاعر عيسى سلامي
    بواسطة نداء غريب صبري في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 17-06-2012, 01:12 PM
  2. الشاعر السوري الكبير : عبد الله عيسى سلامة يفوز بلقب شاعر عكاظ
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-07-2009, 03:04 PM
  3. واجب العزاء لأخينا الشاعر والقاص أحمد عيسى .. في وفاة والده
    بواسطة إياد عاطف حياتله في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 12-07-2008, 02:01 PM
  4. والدةُ أخينا الشاعر عيسى جرابا في ذمّة الله ..
    بواسطة وفاء شوكت خضر في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 15-06-2008, 03:04 PM
  5. سلامك ليس أولى من سلامي
    بواسطة خالد عمر بن سميدع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-05-2004, 10:40 PM