أجلُّ مقامـــــكِ عن ذا الرثاءْ
لأنــــكِ في زمــرةِ الأولـــــياءْ
أجلكِ أن تنشرَ الأرض عطراً
وقد فاح في جنبات الفضــــاءْ
وماذا يضيرك سكنى التراب
إذا الروح ساكنةٌ في السمـــاءْ
كأني بها رفرفتْ في الجنان
وحطَّت على رفرف من ضياء
أصالحةٌ أنتِ رمـــــــز التقى
وأنت الصلاح وأنت النـــــقاءْ
تجسَّد فيك الصــــــلاحً الذي
غــــدا حليــــةَ العمر للأتقياءْ
رحلتِ وخلفــــتِ دار الأذى
فيا سعدكِ اليـــوم بعد الشقاءْ
أعيذكِ من كلِّ عيشٍ كؤود
ترين بــــه غلظــــةً أو جفاءْ
فعيشي نعيما بدار الخلود
ـ
يعــضُّ عليك العشيرُ البنان
ويسرفُ في جزنه والبكاءْ
ويذكر فيـــــك خلالاً غدت
مـدونة في كتاب الــوفــــاءْ
ويذكر سيبا من التضحيات
ونبل الفعال وفيض العطاء
وحسبك صبراً على نائباتٍ
رشفتِ لها من كؤوسِ العناءْ
أيا من ذكرتِ بخير الصفات
فكنت بها خـــيرةً في النساءْ
فصبراً بنيـــــها على فقدها
وإني لأدري بحجــــــم البلاءْ
ولكنَّها ســـنة في الأنــــام
يسيرون حتــــماً لحال الفناءْ