عبثية

عبثية!


إنْ أخبره أحدٌ قبل ثلاثين عامًا من الآن أن قراءة كتاب واحد ستغيّر مسار تلك الأعوام الثلاثين التي شكّلت أكثر من نصف عمره، وستجنبه رحلة عبثية من التيه لإيجاد المخرج، هل كان مُصدّقه؟

عبثَ السؤال بمكنونات أفكاره وذكرياته، أعاد بعثرة مشاعره المبعثرة أساسًا جراء رحلة كفاح اكتشف للتو عبثيتها، وهو لم يكدْ ينُهِي قراءة مقدمة ذاك الكتاب.

كل ما وصل إليه من رؤى يُرصّع بها مقالاته وقصصه وأحاديثه، كأنه أتى بما لم يأتِ به الأوائلُ، يُشعل بها معارك فكرية لا تنتهي، حسمتها تلك المقدمه!
ليته قرأ وفهم، ليته أنفق أعوامَه الثلاثين المهدرة في شرح المقدمة وتدريسها..

الشفاء من الوهم صحة للعقل والروح، موجع حد الخيال للقلب الموهوم عقودًا.

وما أكثر من يعيشون مسكونين بالوهم الذي يسيطر عليهم
ويستبقيهم خلف جدرانه الشاهقةـ يعيشون في رحلة عبثية من التيه
أو سوء فهم، أو معتقد زائف أو خيالي أو مبني على خداع
إلا أن يتحسسوا ما يرونه في الحياة.
وهنا كان الشفاء في قراءة مقدمة كتاب أراد الله ان ينبعث منها النور
الذي يضيء العقل والروح ، فيبرأ من الوهم الذي عاشه عقودا.

في نص هو أقرب إلى الخاطرة منها إلى القصة مكتوبة بتلقائية منبسطة،
وأسلوب راقي متميز ـ وقفت عند ضفاف عالمك فوجدتك تتألق في
إظهار الفكرة التي وفقت في إيصالها للمتلقي.
بارع أنت وقلمك.

كثيراً ما تسيطر العاطفة على مسار العقل .. وتزيّن للبعض عبثية أفعالهم..
الغفلة .. اتباع الهوى .. امتهان الفكر .. كلها حواجز تحول بين المرء وعقله..
نص جميل يحمل حكمة التجربة ..
بوركتم أديبنا.

تحياتي..