اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي مشاهدة المشاركة
العقد الفريد دار الكتب العلمية_ بيروت لبنان، الطبعة الأولى 1404هـ - 1983 م.
قال صاحب العقد _ابن عبدربه الأندلسي_رحمه الله_: (
[أبيات الوافر]
العروض المقطوف، الضرب المقطوف
لنا غنم نسوّقها غزار ... كأنّ قرون جلّتها العصيّ
إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
.........
[معقول]
منازل لفرتني قفار ... كأنما رسومها شطور
.............
[أعصب]
إذا نزل الشتاء بدار قوم ... تجنّب جار بيتهم الشتاء
...............
[أقصم]
ما قالوا لنا سيدا ولكن ... تفاحش قولهم فأتوا بهجر
............
[أجم]
وإنك خير من ركب المطايا ... وأكرمهم أبا وأخا ونفسا ......). [مج 6 / 329].

قلتُ:
(1) قوله (أعصب) هو تصحيف ولاشك، تصويبه: أعْضَبُ، والعَضْبُ: _بالضاد_ حذف أول الوتد المجموع من (مفاعلتن) الأولى السليمة، وبه (مُفاعلتن) تصبح (فاعلتن). وتنقل إلى مفتعلن لتحسين اللفظ. والعضب علَّة تجري مجرى الزحاف، لأنها لا تتكرر في بقية أبيات القصيدة. شاهده قول عمروٍ بن أحمرَ الباهلي:
إنْ نَزَلَ الشّتِاءُ بدارِ قَومٍ = تَجَنَّبَ جارَ بَيتهِمُ الشّتِاءُ
إنْ نَزَلَشْـ/ ـشِتِاءُ بدا/ رِقَومنْ = تَجَنْنَبَ جا/ رَبَيْتهِمُشْ/ شِتِاءُوْ
(/ه///ه)(//ه///ه)(//ه/ه) = (//ه///ه)(//ه///ه)(//ه/ه)
مفْتعلن/ مفاعلتن/ فعولن = مفاعلتن/ مفاعلتن/ فعولن
معضوبة/ صحيحة/ مقطوفة = صحيحة/ صحيحة/ مقطوف

(2) رواية العقد الفريد لبيت الباهلي، هكذا:
إذا نَزَلَ الشِتاءُ بِدارِ قَومٍ = تَجَنَّبَ جارَ بَيتِهِمُ الشِتاءُ
ليس فيها شاهد على علة العضْب. والشاهد يكون برواية:
(إنْ نَزَلَ الشِتاءُ بِدارِ قَومٍ = ..........)
قلتُ:
(3). شاهد الجمم _عند الأندلسي_:
وإنك خير من ركب المطايا = وأكرمهم أبا وأخا ونفسا
ليس فيه دليل على هذه الظاهرة من الخرم، وقد قلت في كتابي (التجديد في العروض والقافية): (الجَمَمُ: اجتماع الخرم والعقل، أي حذف أول الوتد المجموع من التفعيلة الأولى المعقولة (مُفَاعَتُنْ = مفاعلُنْ)، فتصبح (فَاعَتُنْ = فاعِلن).
والجَمَمُ: هو اجتماع الخرم معَ العقل. شاهده:
أنتَ خَيرُ مَن رَكِبَ المَطايا = وأَكْرَمَهُمْ أخاً وأباً وأُمَّاً
أَنْتَخَيْـ/ ـرُمَنْ رَكِبَلْـ/ ـمَطايا = وأكرمَهُمْ/ أخَنْ وأبَنْ/ وأُمْمَنْ
(/ه//ه) (//ه///ه) (//ه/ه) = (//ه///ه) (//ه///ه) (//ه/ه)
فاعلنْ/ مفاعَلَتُنْ/ فَعُوْلنْ = مفاعَلَتُنْ/ مفاعلَتُنْ/ فعولنْ
والجمم علَّة تجري مجرى الزحاف.).
..............
العقد الفريد، تأليف الفقيه أحمد بن محمد بن عبدربه الأندلسي، تحقيق الدكتور عبدالمجيد الترحيني، دار الكتب العلمية_ بيروت لبنان، الطبعة الأولى 1404هـ - 1983 م.