الفصل الثاني : من عيوب تفكيرنا المعاصر .

هـذا الفصل

كتبتُ "من عيوب تفكيرنا المعاصر" في فترة (خلال سنتي 1997 و1998) لم يكن انشغالي الفكري الأكبر خلالها بمشكلاتنا وسبل علاجها… وإنما بالتساؤل الكبير التالي:
ما هي عيـوبنا الحضـارية والثقافيـة التي سمحت للأمـورِ بأن تصـل لما وصلت إليه؟ وكنتُ هنا كمن يرفض المنطق القائل "بأننا متخلفون لأننا مستعمرين لفتراتٍ طويلةٍ"… ولا يفتأ يرد على ذلك بقولِه: "ولماذا كنا مستعمرين؟.. ولماذا كان البعض مُستعمِراً (بكسر الميم الثانية) والبعض مُستعمَراً (بفتح الميم الثانية)".
وكانت نتيجةُ الانشغال بهذه "المعضلة الفكرية" قائمةً بالعديد "من عيوب تفكيرنا المعاصر"، وهي العيوب التي أصبحت –من فرطِ ذيوعها-تُشكل الجانب السلبي من عقلِنا (المصري والعربي على السواءِ). إلاَّ أن معرفتي بما يمكن وما لا يمكن لمناهجِنا التفكيريةِ قبوله جعلتني "أختصر" قائمة العيوب الحضارية والثقافية التي تشوب تفكيرَ قطاعاتٍ واسعةٍ من أبناءِ وبناتِ مجتمعِنا (بما في ذلك أعداد كبيرة من المتعلمين تعليماً عالياً إلى أبعد الحدود).

فليست الغاية هي "النقد للنقد" أو بالأحرى "النقد للنقض"، وإنما الهدفُ أن أثير عند البعضِ من أبناءِ وبناتِ مجتمعنا التفكير في هذه المنطقة "شبه المحرمة" فمن هذا التفكيرِ ينبعُ العلاجُ القمينُ بالبرءِ من هذه العللِ*.

* لمراجعة تواريخ النشر التفصيلية لأقسام هذا الفصل بجريدة الأهرام يُرجع لموقع الجريدة على شبكة الإنترنت وأرشيف الأهرام .