هذه القصيدة كنت قد باشرت بها قبل رمضان ردا على قصيدة ( ( ( ( (( دَويّ )) ) ) ) )
التي أهداها إلي أخي الحبيب ماجد الغامدي ، ثم شغلني عنها شهر الصوم المبارك جعلني الله وإياكم من عتقائه من النار ، وبعد ذلك كانت صدمة وفاة والدي الحبيب الغالي يوم عيد الفطر ، رحمه الله ، ثم شغلتني قصيدتا رثائه "رحلت أيها الغالي" وعزاء والدتي "أماه صبرا" ، حتى وجدت نفسي مؤخرا وقد أقبلت ابتهاجا بالأيام الفضيلة ، فركبت موجة الإقبال ووفقني الله تعالى فأتممت ما كنت بدأته ، وهاهي ذي هدية متواضعة للحبيب ماجد الغامدي ولواحة الخير والحب والعطاء .

صدى البارود
--------------------------
-------
ما لِلِّسانِ عَنِ الْكَلامِ تَلَعْثَما
وعَنِ المَلاحَةِ والجَمالِ تَكَثَّمَ
مالِيْ صَمَتُّ أَمامَ رَوْعَةِ شادِنٍ
مَلَكَ الجَنانَ بِكُلِّهِ والأَعْظُمَ
مِنْ لَحْظَةٍ أَنْكَرْتُ كُلَّ فَرائِدِي
وغَدَوْتُ مِنْ بَعْدِ الفَصاحَةِ أَبْكَمَ
أَهُوَ الهَوَى وَخَشِيْتُ مِنْ أَهْوائِهِ
وَسَكَتُّ عَنْ بَوْحِ الغَرَامِ تَأَثُّما
أَمْ أَذْهَلَتْ مِنْ سِحْرِها عَيْناهُ عَقْـ
ـلِيَ فَامَّحَى ما قَدْ وَعَى وَتَعَلَّمَ
كَيْفَ الصُّمُودُ لِمَرْمَرٍ فِي عَسْجَدٍ
إِنْ يُوشَ بِالخَفَرِ اسْتَعارَ العَنْدَمَ
أََنِفٌ عَلَى كَلِفٍ بِهِ ما ضَرَّهُ
لَوْ كانَ يَوْمًا بِانْعِطافٍ أَنْعَمَ
مُتَحَجِّبٌ عَنِّي بِغَضِّ نَوَاظِرِي
مُتَهَيِّبٌ حَرَّ الّذِي هُوَ أَضْرَمَ
إِرْحَمْ فُؤَادِي يا غَزَالُ وَلا تُرِقْ
آهاتِ نَفْسِي مِنْ صُدُودِكَ والدَّمَ
قَدْ ذُقْتُ مِنْ قُوتِ التَّصَبُّرِ مُرَّهُ
فَبِحَقِّ حُسْنِكَ لا تُذِقْني العَلْقَمَ
فالقَلْبُ غادَرَهُ الزَّمانُ وما وَعَى
طَرْقَ اللَّيالِي للشَّبابِ مُهَدِّما
والنَّفْسُ لَمْ تَحْسِبْ بِغَامِرِ غَفْلَةٍ
كَوْنَ التَّمَامِ إِلى الخِتَامِ مُقَدِّما
إِنْ أَقْدَمَتْ فَالعَقْلُ دُونَ مُرادِهَا
وَيَحُولُ بَيْنَ القَلْبِ إِنْ هُوَ أَقْدَمَ
أَغْرَوْهُ كَيْ يَرْتَدَّ عَنْ غُلَوَائِهِ
إِنْ راوَداهُ عَلَى الصَّبابَةِ أَحْجَمَ
فَأَبَى وعاذَ بِمَنْ يُهابُ ويُرْتَجَى
وانحازَ عَنْ دَرْبِ الهَوَى واستَعْصَمَ
واستَيْأَسَتْ نَفْسِي وتابَتْ وارْعَوَتْ
والقَلْبُ أَمْسَى ناسِكًا مُتَحَشِّما
حاشايَ أَثْمَلُ مِنْ سُلافِ الشِّعْرِ إِنْ
أَنا لَمْ أُعاقِرْهُ ولَمْ أَمْلأْ فَما
ورَضِيتُ مِنْ نَهْرِ القَرِيضِ بِغَرْفَةٍ
أَرْوِي بِها بَعْضَ السُّهافِ لأَِسْلَمَ
وَقَلِيلُهُ فَضْلٌ عَلَيَّ وهَلْ أَنا
كالغامِدِيِّ لِكَيْ أَطُولَ الأَنْجُمَ
ذاكَ الَّذِي سِحْرُ البَيانِ شَهِيقُهُ
وزَفِيرُهُ نَظْمُ اللآلِ مُنَمْنما
تَرْجُوهُ كُرَّاسُ القَصائِدِ راحَةً
ويَراعُهُ إِنْ شاءَ أَنْ يَتَرَنَّمَ
عَبَثًا تُحاكِيهِ البلابِلُ إِنْ شَدا
وتَرَى الجِيادَ تَصَاهَلَتْ لَوْ حَمْحَمَ
مَنْ مِثْلُهُ مِنْ مِثْلِهِ وبِمِثْلِهِ
يَحْلُو القَصِيدُ وغَيْرُ ذَلِكَ قَلَّما
يا ابْنَ الأَماجِدِ كابِرًا عَنْ كَابِرٍ
شَرَّفْتَ فِيهِمْ صَقْرَهُمْ والهَيْثَمَ
ظَنِّي سَمِعْتُ قَعَاقِعًا ودَوِيُّها
كَهَزِيمِ رَعْدٍ فِي الفَضاءِ تَكَلَّمَ
ورَأَيْتُ بَرْقًا قَبْلَ ذَلِكَ لامِعًا
فَعَلِمْتُ أَنَّ العِيدَ فِيكَ تَوَسَّمَ
لَوْ جِئْتَنا يا ماجِدٌ لَوَجَدْتَ أَيْـ
ـدِيَنا البِساطَ لِضَيْفِنا وَهُوَ السَّما
نُقْرِيهِ بِالتَّرْحِيبِ مِنْ قَبْلِ القِرَى
ونُقِرُّهُ فِي قَلْبِنا إِنْ سَلَّمَ
وتَذُودُ عَنْهُ فِي الوَغَى أَرْواحُنا
قَبْلَ السِّلاحِ فَذاكَ لَيْسَ الأَصْرَمَ
وبِلادُنا لِبَني العُرُوبَةِ مَوْطِنٌ
لا زالَ فِي وَجْهِ البُغاةِ مُحَرَّما
لُسُنُ الفَصاحَةِ مِنْ رَبِيعِ رُبُوعِنا
أُسْدٌ إِذا زَأَرَتْ تُصِمُّ الضَّيْغَمَ
يا صاحِبِي البارُودُ مِلْحُ رِجالِنا
ونَرُشُّهُ فَوْقَ العُداةِ لنُولِمَ
مَجْدٌ سَقَتْهُ أُصُولُنا لِفُروعِنا
ولَنا بِغامِدَ فَضْلُ مَجْدٍ قَدْ نَما
عُقِدَتْ بِحَبْلِ اللهِ رايةُ عِزِّنا
وبِنَهْجِهِ نَلْقَى النَّبِيَّ الأَكْرَمَ
أَدْعُو إِلَهَ مُحَمَّدٍ أَنْ كُلَّما
غَيْثٌ هَمَى صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


*****