|  | 
| حَطَّتْ عَلى سَفْحِ الزَّمان رِحالَهَا  | 
|  واستدرَكَتْ بَين الضَّمائِرِ حَالَهَا | 
| فَرَغَتْ وما مِن قاصدٍ فتصبَّرَتْ  | 
|  ولَطالما الصَّبرُ اصطَفَى أمْثالَهَا | 
| دُنيا الزَّخارفِ والهَوى عَنْها نَضَتْ  | 
|  وتزَهَّدت تَرقَى إلى الأبقَى لَهَا | 
| كَمْ قَلبُهَا آوى وكَم قَلبًا رَعَتْ  | 
|  واليَومَ تُؤوِي قَلبَها ومَقالَهَا | 
| عَزَّ الرفيقُ فشَمَّرتْ عَن سَاعدٍ  | 
|  وتَوشَّحَتْ ثَوبَ المكارمِ شَالَهَا | 
| تتوسَّدُ الرَّحِمَ التي قَدْ أَنجَبتْ  | 
|  تَخشَى على مَحمُولِها أحمالَهَا | 
| زَهْرُ الشَّبابِ مَضَى ومَا نالتْ بِهِ  | 
|  - ومُرادُها نَيْلُ الذُّرا - آمالَهَا | 
| لا مِن قُصورِ عَزيمةٍ لَكِنَّها  | 
|  عِندَ المغانمِ آثرَتْ أشبالَهَا | 
| كانت بَشائرُ سَعْدِهِم أغْلى لها  | 
|  ورِباطُها في ثَغْرِهِم أغلالَهَا | 
| حَاكَتْ لَهُم بالقَلبِ أعشاشًا بَطا  | 
|  ئِنُها الحَنانُ وأَرهَقَتْ مِنوَالَهَا | 
| لَو داعبَتْ رِيحُ الصَّبَا أحلامَهُمْ  | 
|  أو هانَ في الأيَّامِ خَطبٌ هالَهَا | 
| بَذَلَتْ لِريشِ جَناحِهِم من هُدبِها  | 
|  لِيُحَلِّقوا في قَلبِها وحِيالَهَا | 
| لا زالَ أولاءِ الطيورُ فُرُوخَهَا  | 
|  وأُولئِكَ الكُهْلانُ هُمْ أطفالَهَا | 
| عادَتْ تُسامِرُ حَرفَها وتَرُوضُهُ  | 
|  وتَصُوغُ مِنْ ألَمِ السِّنينَ سُؤالَهَا | 
| تَبكِي الضمائرَ والقُلوبَ إذا صَغَتْ  | 
|  وتَرَى لِكُلِّ فَضيلةٍ إقبالَهَا | 
| لا يَبْرَحُ الإنسانُ مِن إنسانِهَا  | 
|  لَو نِيلَ إنسانٌ بِظُلمٍ نالَهَا | 
| تُلقَى لِأفراحِ العِبادِ سَعيدة ً  | 
|  والهَمُّ في المَهمومِ يَشْغَلُ بَالَهَا | 
| تُزْجِي عِبارَةَ وُدِّها بَلْ رُبَّما  | 
|  عَبَراتُهَا كانَتْ لَهُمْ مِرسَالَهَا | 
| وإذا انبَرَتْ لِقَضِيَّةٍ فَحَجِيجَةٌ  | 
|  لَكَأَنَّ فِي سَاحِ الوَغَى أَبطالَهَا | 
| إِنْ عارَضَتْ أَو وافَقَتْ فَسَماحَةٌ  | 
|  قَبْلَ الأَحِبَّةِ أَعجَبَتْ عُذَّالَهَا | 
| فَخْرُ النِّسَاءِ لِأُمَّةٍ تَرقَى بِهِنَّ  | 
|  وإِنْ عَدَلْتَ أَضِفْ لَهُنَّ رِجَالَهَا | 
| لَو كانَ يَقرَؤُهَا الزَّمانُ عِبارَةً  | 
|  أَنْ تِلكَ سَيِّدَةُ النِّسَاءِ لَقَالَهَا |