يحيى قلبي ...

يا لَشَيبٍ في رُبَى الرأسِ سَكَنْ
ساحَ مِن فَوْدَيَّ فيها ورَكَنْ
هَلْ تَرَوَّى الشِّعرُ شَعري صِبغَهُ
أَمْ رَواهُ العَظمُ والعَظمُ وَهَنْ
أينَ مِن عَيني شُدَينٌ نافِرٌ
هالَهُ شَيبي وضَعفي والغَضَنْ
أنتَ يا شادِنُ لو أنصَفْتَني
لمسَحتَ الهَمَّ عَنّي والحَزَنْ
لو رأيتَ القَلبَ يلهُو ذاهِلا
عاصِيًا في الحُبِّ سُلطانَ الزمَنْ
لو تأمَّلتَ المآقي مُنصِتًا
لِحنيني لو تحسَّسْتَ الشَّجَنْ
لو تأوَّلتَ مَشيبي فِتنَةً
مِن سَنا عَينيكَ مَنْ لا يُفتَتَنْ؟
إمضِ يا شادِنُ مِن دَربِ الهَوى
إنَّ قَلبي مِن حُـمَـيَّـاهُ اسْتكَنْ
ودِّعِ الصَّـبْـوةَ يا قَلْبُ كَفَى
ودَعِ الذِّكرى لأشجاني الكَفَنْ
إنَّ لي مِن نَبتَتي فَرعًا نَما
وفُروعُ النَّبْتِ للنَّبْتِ وَطَنْ
مُزهِرٌ غَضٌّ نَضيرٌ لَيِّنٌ
مِنْ حَياءٍ كُلَّما مادَ اطمَأَنْ
باسِمُ العَينينِ عَذْبٌ نَغْيُهُ
كحَديثٍ لا تُجاريهِ اللُّسُنْ
ما حَسِبْتُ الطَّيْرَ إذْ يَشدو سِوَى
ناقِلٍ أنغامَهُ فَوقَ الفَنَنْ
مَنْ لقَلبي مِثْلُ يَحيى بَلسَمٌ؟
فارتوَىَ مِنهُ شَرابًا وادَّهَنْ
مُشبِهٌ غَسَّانَ في رَوعَتِهِ
سَعدُ قَلبي مِن حُسَينٍ وحَسَنْ
يتَلقَّاهُ بَهيجًا ضاحِكًا
كَشَقيقِ الرُّوحِ بالرُّوحِ اقترَنْ
كُلَّما أضْحَكَ يَحيى لِعْبُهُ
زادَهُ غَسَّانُ فَـنًّا بَعدَ فَنْ
يَطبَعُ القُبْلةَ في وَجْنَتِهِ
فَإذا فاضَ بِهِ الشَّوقُ احتَضَنْ
قُرَّةُ العَينِ لأمٍّ وأبٍ
مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يا ربِّي فَصُنْ
إنْ لِقَلبي ومَشيبي لَـمْ يَكُنْ
هؤلاءِ زَهْرَةَ الدُّنيا .. فَمَنْ؟


*****
يحيى ابن ابنتي هدى ، وغسان أخوه الأكبر