انظر في الصورة تعرف من أخاطب

url=http://www.up.qatarw.com/]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/url

url=http://www.up.qatarw.com/]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/url


حديث الطلول


أيا واقفاً ترثي طلولاً تبالى
غدت بعد طولِ العهد رسماً مهالاً
ضعيفاً تـُسافيهِ الرياحُ وقد ثوى
غريباً و أدعَـتـْهُ السنونُ خيالاً
و عَرَّت سُلاماهُ المَضاربُ وَحْشة ً
وصبرٌ على الأعصارِ عَزَّ مِحالاً
و أخنـَتْ عليه الماحلاتُ من البــِلى
أحالت خـَضارَ الحب فيه رمالاً
وقفتُ به والفكرُ يَرمَحُ شارداً
على دربِ ذكرى أعسَرَتهُ منالاً
فما لي أرى يا دارُ وجهَكِ شاحباً
وما لي أرى الجدرانَ منكِ هَيالاً
و سقفُكِ أهوى بعد عَلـْوٍ فأ ُلحِدتْ
رواياتُ فخرٍ أرهَـقـَتـْه دلالاً
و لم يَبـْقَ غيرُ القـَوس ِيعزفُ لحنـَه
حزيناً ودمعُ المِحـْجَرَين ِ تـَلالا
فخاطبته يا عمُّ هذا أنا فهلْ
ذكرْتَ عهوداً بيننا وسِجالاً
فأعرضَ عني لم يُجـِبْ عن تساؤلي
ولكنَّ طرفَ العين ِ ودَّ وِصالاً
فـَعـُدْتُ وأغلـَظـْتُ التساؤلَ عنده
و هل أنتَ تـَنـْسى أدمُعاً وخِلالاً
أما تذكرُ الألعابَ حين كـَسَرتـُها
عليكَ و طيناً قد صَنـَعتُ جـِمالاً
و تذكرُ صخراً قد رَكِبتُ كفارس ٍ
فأقحمتـني بحرَ الخيال ِ قتالاً
ثلاثونَ مرَّت سبعة ٌ فوقـَها وقد
نـَثـَرتُ على كلِّ البلاد رِحالاً
وما فارقـَتْ ذكراكَ يوماً جوانحي
وما عزَّ قلبي للنسيم ِ سؤالاً
فلما أغـَظـْتُ الصمتَ فيه أجابني
و رَفـَّتْ حماماتُ الوفاءِ فقالَ
بُنيَّ أقم يا صاحبي عن مسائلٍ
وقد كان في لـُطفِ الحديثِ مِثالاً
أما قد ترى الأجفانَ مني أشابَها
زمانٌ و أحجاري أبـَتـْهُ زوالاً
أصارعُ أنـَّاتٍ بروحي وما بَرَتْ
ضـَرَتـْها طيوفُ الظاعنينَ شِمالاً
و قد زادَ من عَسْفِ الليالي تـَذ َكـُّري
ندامى و أجيالاً عليَّ تتالى
بنوا الإنس ِ أنتمْ لا يطولُ وصالكمْ
ولكنه عندَ المَذاق ِ تحالى
تـُشيدوننا نبقى دهوراً وأنتمُ
طيوفٌ كما شـُهبُ السماءِ توالى
وما أنت إلا منهـُمُ فابتـَعـِدْ ولا
تعـُدْ لا تـَزِدْ حزني عليك ظِلالاً
و ذرني وحيداً أحتسي من مواجعي
بُنيَّ أفِق ْ إنَّ الطلولَ ثكالى
فهذا حديثُ الدار ِ حقاً ولا مـِرى
أتـَحْسَبُ داراً لا تـُجيدُ مقالاً