سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة سها جلال جودت
اشعر بهدوئك , وانت تكتبين هذه القصة , فقد جعلتني احس عمق الحزن , دون انفعال , تفهم لحجم الماساة , دون مبالغة , استخدمت في القص , لغة بسيطة قوية , شعرت معها بدفء الكلمات , وهي تعطي صورا , نابضة حيّة واقعية , الرجل العامل المثقف , والحياة العائلية اليومية , الام وابنها , شخصا القص الرئيسين , وما يدور بينهما , من محور حواري , يكرّس المسار باتجاه , ايصال الفكرة , هذا من جهة , ومن جهة اخرى , بناء هيكل النص الادبي , ملامسا المسائل الفكرية, في العقيدة الصهيونية , وبشاعة افكارها واهدافها , بعفوية واقتدار , ثم يزداد النبض , لينفرج عن متابعة مسيرة الاب , مع التأكيد على التساؤل , لماذا ؟ لماذا تركتم الارض , والحوارية المؤثرة عن مذابح دير ياسين , والتآمر والخيانة , والخديعة , واستحضار صورة استشهاد الاب ابو ماجد , في منظر تراجيدي مؤلم , يظهر بشاعة اغتصاب الارض , وبشاعة القتلة المغتصبين , ثم كان هناك نجاح كبير , في مسالة التركيز , على الدفاع عن الحق , في العودة , وارجاع الارض السيبة , في متابعة النضال , فيستشهد ماجد , برصاصة قناص غادرة , وفي نفس الوقت كانت ام تضع وليدها .
بوركت ايتها الاديبة , لقد اوصلت الرسالة باقتدار .
ولقد اعجبت بقراءة الاديب الرائع جوتيار تمر للقصة , وان كنت لااتوافق معه , بحدة النفس الثوري , فهو يقترح ان لايعلم الابن , كراهية اليهود المغتصبين للارض , بقدر ما يعلم الابن , كراهية الذين خانوا ووو :
سها...اذا ما اصبحت ابا ذات يوم...
لن اعلمه حقد اليهود...
لن اخبره بمجاز اليهود...
لا ابدا...لن افعل...
لكني قد اعلمه واردد على سمعه اسماء الذين خانوا..وباعوا...وارتضوا الذل والهوان..
في سبيل ان تبقى منابع البترول والدولار تحت ايديهم...
فانا ارى ان في كل قضية هناك خونة , في كل بقعة ,وفي كل زمن , على مدى التاريخ , دون استثناء , اما الذين ( باعوا ) , فلا اعتقد انه يقصد بيع بعض الاراضي لليهود المغتصبين , من قبل بعض سماسرة العقار , في تلك المرحلة , وهي فكرة يروّج لها المحتلون الغاصبون , وانما اراه قصد , من باعوا شرفهم , وعرض بلادهم , من القادة والازلام , ليبقوا في سدة الحكم , وهم قلة , لان الغالبية , من الحكام كانت غبية , ليس إلا , واعجب لهذه الاستفاضة , في التكلم عن منابع البترول والدولار , فهذه لم تكن مسالة مطروحة في حينها , بل هي مسالة مستجدة , في الصراع , وربما قصدها لهذا الغرض , ومهما يكن من امر , فلئن لم اتوافق مع الاديب والمفكر جوتيار تمر , فانا لست بعيدا عنه .
اخوكم
السمان