قد يختلف الكثير من الناس في نظرتهم إلى الحياة أو الأمور التي تواجههم من حيث طبيعة هذه النظرة والطريقة التي يتم بناء عليها تصور الأمور و كيفية التفكير فيها ، وغالبا ما يقاس ذلك بنظرية الكوب نصف الممتلئ ويحكم على الأشخاص من خلالها...
فمنهم من يرى النصف الممتلئ - وهم القلة- وقد يوصفون بالإيجابية والتفاؤل وحسن التفكير هذا إن نجوا من المحبطين ، أما إن لم ينجوا فإنهم يتهمون بالخنوع والخضوع والانهزامية أو الاستسلام للأمر الواقع والقناعة به كما هو عليه.
أما الصنف الآخر فهم من يرى النصف الفارغ وهم الأغلب نظرا للطبيعة البشرية إضافة إلى ما يواجهه المرء من صعوبات في مراس الحياة بعد أن أثقلت كاهل الجميع ، وقد يسمى هؤلاء بالسوداويين أو السلبيين... "هكذا قد يقال"
لكن من وجهة نظر خاصة لو حكمنا على طريقة تفكير أي شخص بهذه النظرية لوجدنا أنه يفسر هذا الكوب - ككناية عن نظرته للحياة - بناءً على عوامل عدة أهمها عاملين أساسيين ، ثانيهما حالته النفسية وطبيعة المشاعر التي تخالج روحه في تلك اللحظة حيث أن العوامل النفسية هي حجر أساس في الزاوية التي يسقط منها النظر وتفهم المجريات كما يراها من هناك ، وأولهما أنه يترجم ما يراه حسب تكوين شخصية وطبيعة تفكير نشآ وتشكلا تحت ظروف و أقدار معينة فرضت عليه هذه النظرة وجعلتها أول ما يتبادر إلى ذهنه ، فلا يمكن إلقاء اللوم كاملا عليه لأنه حتى لو علم عدم صحة مايفعل فإنه لا يستطيع تغيير محصلة عمره هكذا بمجرد فرقعة إصبع بعد أن ترسخت في عقله فصارت عقدة داخله تراكمت وتكتلت كخيط التف حول شيء ما وأصبحت ترجمة لكل ما يحدثه به عقله الباطن.
ومن وجهة نظر خاصة أيضاً.. فإن من الأفضل النظر إلى النصف الممتلئ بواقعية دون أن ننسى أن هنالك نصفا آخر فارغا ونحاول ملئه ما استطعنا ذلك.


مع أشواقي التي ليست تموت


طبيب