الأسدُ والهمزةُ المتوسطةُ المكسورة

في أجواءِ الغابةِ الساحرة، حيثُ أصواتُ الحيواناتِ الصاخبة، وبينَ أجنحةِ الأغصانِ الوارفة، وبريقِ المياهِ الجارية، كانتْ تعيشُ الهمزةُ المتوسطة، وكانت تُعرَفُ بحكمتِها وحسنِ إدارتِها، وبوَقارِها وسرعةِ اتِّخاذِ قرارِها.

وفي أحدِ الأيامِ، قررتِ الهمزةُ المتوسطةُ أن تقيمَ اجتماعاً كبيراً يضمُّ جميعَ حيواناتِ الغابة، وفي اليومِ التالي، استجابتْ جميعُ الحيواناتِ لحضورِ هذا الاجتماع، وحينها بدأتِ الهمزةُ المتوسطةُ بتقديمِ نفسِها لأسرةِ الحيواناتِ قاْئِلةً:

أنا الهمزة أنا الهمزة مكاني وسط الكلمة. مكاني حسب الأقوى كسرة ضمَّة فتحة سكون.

وفي الوقتِ ذاتِه، طلبتِ الهمزةُ المتوسطةُ من جميعِ الحيواناتِ أن تذكر أسماءَها أمامَ الملأ، ومن ثَمَّ أعلنتْ بَدْء الانتخابِ متساْئِلةً: مَنْ منكم- يا أعزاْئِي- يمكنُه أن يمثلَ الكسرةَ كأقوى الحركات؟

عندها هتفتِ الحيواناتُ جميعُها قاْئِلةً: الأسدُ ملكُ الغابة، فما كان من الأسدِ إلا أن شكرهم على هذا الاختيارِ الطيبِ القاْئِمِ على مبدأ الشورى، وصدقَ اللهُ تعالى حين قال:"وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"، (الشورى، من الآية:3، ثم أردفَ الأسدُ قاْئِلاً: حقاً يا أعزاْئِي، إنَّ الكسرةَ أقوى الحركاتِ مثلي؛ لذلك فإنَّّ النبرةَ تناسبني.

وفي نهايةِ الاجتماعِ، هنَّأَتِ الهمزةُ المتوسطةُ الأسدَ على اختيارِه ممثلاً لأقوى الحركات، وعلَّقتْ على ذلك بقولها: أعزاْئِي الكرام، باختيارِ الأسدِ ممثلاً لأقوى الحركاتِ الكسرة، ومناسبةِ النبرةِ له، فإن الهمزةَ المتوسطةَ المكسورةَ تعلنُ باسمِ الحيواناتِ مشاركتَها للأسدِ في الجلوسِ على النبرةِ، شريطةَ أن تكونَ مكسورةً مثلَه، أو يسبقَها حرفٌ مكسور، أو ياء ساكنة، مثل) :سُئِل-مِئَات-بطيئَة)، ثم أردفتِ الهمزةُ قاْئِلةً: والآن سنسدِلُ الستارَ على شعارِ الهمزةِ المتوسطةِ المكسورةِ كالتالي:

عينٌ مركزةٌ عليكِ، وعينٌ تخاطبُ حركةَ الحرفِ الذي يسبقُكِ، وبتحديدِ أقوى حركاتِك، فلكِ أن تجلسي وفقاً لأمِّكِ.

تأليف ألفت الجوجو