اللَيلُ يَسكَرُ مِمّا جَادَتِ السُّحُبُ
حَتّى اسْتَفَاقَ نَسِيمٌ عَاقِرٌ غَضِبُ
بَََعْض القُلوبِ ريَاضٌ قَد يَطِيبُ بِهَا
مَعنَى الحََيَاةِ وَلكِنْ بََعْضُهَا حَطَبُ
أخَافُ فِي الّليلِ مِن وجدٍ يُسَائلُني
والرّوحُ تَشكُو الهَوى قَد حَارَهَا السّبَبُ
أخَافُ مِن ثَمَرٍ كَالحُلْمِ مَلْمَسُهُ
وَإِذْ يُفَاجِئُني َِفي أَعْمَاقِهِ العََطَبُ
مَالِي أرَى الشَّوقَ فِي لَحْظَيكِ مَقْتُولٌ
حَتّى تَواتَرَ فِي أجْفَانِكِ التَّعَبُ
تَرمِي بِسَارِيَتِي وَالمَوجُ مُضطّرِبٌ
وَالرُّوحُ ثَكلَى وَفِي عَينَيكِ تَلتَهِبُ
عينٌ تَرَى الشّيبَ يَغْزُو فِي مَحَاسِنِها
والنّائحَون عَلى أرْكَانِهَا وَثَبُوا
أيْنَ الّتِي شُهَداءُ سِحْرِهَا أمَم
أيْقُونَةً جُعِلَت لأجْلِها الشُّهبُ
وَبَسْمة الثّغرِ حِينَ القُربِ تُرْهِِبُني
تِلكَ البَرَاءَةُ في البَيدَاء تَغْتَربُ
يا مُهجَةٌ كَنسيمِ الفَجْرِ صَافِِيَةً
والنّوُرُ كَافِلُهَا أُمٌّ لَها وَأَبُ
لِيْ ذِكْرَياتٌ كأعْدَائي تُحَارِبُنِي
فِي خَانَةِ اليَأسِ جِئْنَا وَقَدْ َذَهَبُوا
وَحدِي أجُوبُ فَلا كَأْسٌ وَلَا خَمرُ
مِنْ أيْنَ لِي إنْ لَمْ يَنْضُجِ العِنَبُ
يَُبقِى لِيَ الأَمْسُ ذِكْرى فِي مَعِيّتهَا
حُبٌّ وَلُودٌ لِذَنْبٍ لَستُ أَرتَكِبُ
عُودِي كَشَمسٍ يَعِيشُ فِي بَرَاءَتِهَا
صُبْحٌ فَمَا حُجِبَتْ عَنْ رُوحِهِ حُجُبُ
لا تَقنطي إِن بَدا فِي الوَردِ مِنْ شَوكٍ
إنّ الوَرُودَ بِدُونها ستُغتَصََبُ