استأذن أخي الكبير هاشم الناشري في إختيار هذه القصيدة..


و التي أحسبها سليلة دُرٍّ .. وعبق التجلي الآسر..


..



مِنِ انثِيالِ السَّحابِ البِيضِ بالمَطَرِ
لِأَوَّلِ النَّهرِ أَعْلى وَاحَةِ العُمَرِي
تَنْسَابُ هذي الحُرُوفُ الخُضرُ في خَلَدِي
نَشيدَ حُبٍّ بِلا عُودٍ وَلا وَتَرِ
تَذُودُ عَنْ قلبيَ المُضْنَى فَجِيعَتَهُ
وَتَبعَثُ النَّورَ في رُوحِي وفي بَصَري
مُوشَّياتٍ بما في الذِّكرِ منْ عِظَةٍ
وَمُلهماتٍ بما قدْ صحَّ في الأَثَرِ
تَستَلُّ من مُهْجتي حُزني وَتَمنَحُني
رِضًا وَعَزمًا على التَّسليمِ بِالقَدَرِ
حَسِبتُني كنتُ فَرْدًا حَينَ دَاهَمَني
فَقْدُ الحَبيبِ فَلا آسٍ منَ البَشَرِ
وَإذْ مَعَي مُهْجَةُ الخَنْسَاء وَاقِفَة
وُقُوفَ مَنْ يُرشِدُ الحَيرانَ في السَّفَرِ
تَحطّ عَنْ كَاهِلي همَّاً تَنُوءُ بهِ
جَلامِدُ الصَّخرِ مِنْ ثَهْلانَ أَوْ أَقَرِ
تِلْكَ الّتي قَلبُها مَا مِثْلهُ وَطَنٌ
لِلْمُتعَبينَ مِنَ الخَضْرَا إِلى قَطَرِ
تَذُبُّ عَنْ أُمَّةٍ أَضْحَتْ كَرَامَتُها
تُصارِعُ التَّيهَ والمِلْيَارُ في خَدَرِ
تَسرِي إِلى كُلِّ قُطْرٍ ضَجَّ مِنْ أَلمَ
وَمَا تَشَكَّتْ لِعينِيها مِنَ السَّهَرِ
سَجيَّةٌ مِثْلَ نُورِ الشَّمْسِ سَاطِعة
تَوارَثَتْها أَبًا عَنْ جَدِّها المُضَري
مِنْ مِسْكِ دَارِينَ أَزْكَى نَشْر رَائِحَةٍ
وَمِنْ (خِلاصِ الحَسَا) أَحْلى وَمِنْ هَجَرِ
أَمِيرَةَ الشِّعْرِ يَا إِغْدَاقَ سَارِيَةٍ
تَجُودُ في إِثْرِها الرِّيضانُ بِالزَّهَرِ
وَيَا كِبَارَ القَوافي حَينَ ينْضِدُها
فُؤَادُكِ الطُّهْرُ في عَقْدٍ مِنَ الدُّرَرِ
مَكَانُها في دُرُوبِ الغَيمِ مُؤْتَلقٌ
تَشِعُّ مِنْ جِيرةِ الأَفْلاكِ كَالقَمَرِ
وَقَفْتُ أَنثُرُ مَعْنَاها عَلى وَجَعِي
فَعَالَجَتْ جُرْحَ قَلبٍ جَدّ مُنكَسرِ
وَمرَّ مِنْ بَاذِخِ المَبْنَى بِذَائِقتي
عِطْرٌ مِنَ الشِّيحِ زَاكٍ سَاعَةَ السَّحَرِ
يَا أَصْدَقَ النَّاسِ وِدَّاً إنَّ قَافِيَتي
نَخلٌ طِوالٌ بِلا طَلْعٍ وَلا ثَمَرِ
هَزَزْتُها لمَ ْتُسَاقِطْ عِذْقَ شَارِدةٍ
مِمَّا يَليقُ بِهذَا السَّلْسَلِ النَّمِرِ
فَسِامِحيها وَخُطِّي في هَوَامِشِها
مَا يُسْعِفُ الحَالَ مِنْ عُذْرٍ لِمُعْتَذِرِ