المُهْجَةُ ضَجَّتْ ، وَالصُّحُفُ وَالحِلمُ تَوَلَّى ، وَالشَّغَفُ
وَالماضي عذَّبَ قَافيتي وَالحَاضِرُ يَأسِرُهُ الَّلهَفُ
وَتَفانى صَبرُ خَميلَتِنا وَالواحَةُ أرَّقَها الجَنفُ
لا طيرَ يُسامرُ خُلَّتَها لا مَعنىً بالمَغنى يَصِفُ
لا عينَ تُناغمُ أدمعَها ليظلَّ يمورُ بها الأسَفُ
مَا زال نِداها مُلتمسًا أهلَ الأذواقِ وَمَنْ رَشَفوا
بالأمسِ رَحيقَ مَودَّتِها فَتزاهتْ بالأدبِ الغرَفُ
أم تلكَ عهودٌ يَنقضُها في يَقظةِ أحلامي التَّرَفُ
لِينافسَ مَرآها صَدفٌ تَعتاشُ على غدهِ الصُّدَفُ
أينَ الأحبابُ ومَن كانوا تَحدو قُدُمًا لهمُ الطُّرَفُ
أوَ ينأى البَانُ وَسَوْسنةٌ في عاطفتي لهُما نُتَفُ؟
أوَ يَأفلُ بدرُ مَعالمِها وَشموسُ النَّهضةِ تنكسِفُ؟
مَنْ كانَ النُّور قضيَّتَهُ مَا كان بعجْزٍ يَعْترفُ
لا رَيْبَ تُصادقُهُ كلمٌ بل يَصْدقُ رؤيتَهُ الهَدَفُ
أسْتَغْربُ ممَّنْ يأتينا يُلقي بالنَّصِّ وَيَعْتَكِفُ
تَقْفُو بالنَّفْسِ سَريرتُهُ وَعَليهِ ذوي الدُّنيا وَقفُوا
أبناءُ الأخرى ما فَقِهُوا غيرَ الإقبالِ ، بهِ هَتَفُوا
وَوِصالُ النُّخبةِ ذو قدَرٍ بصَفاهُ المُخلصُ يلتحفُ
وَالقلبُ يُناشدُ سادتَهُ أو إخوتَهُ ، فهم الشَّرفُ
إن تمضي أُضحيتي لهمُ لا ريبَ سيُسْعفُنا كتفُ!
أوَ تنسى الَّليلَ مَشاعلُنا؟ فالرُّوحُ بها تذوي السُّدُفُ
وَتَجَلِّي البَسْمةُ منطلقٌ للمَنْطقِ يَعْرفهُ السَّلفُ
وَالمُطلقُ بينَ مَداركنا مَوْقوفٌ ، يُنكرُهُ الخَلَفُ
وأكابرُنا هم قدوتُنا للمجد بهذا نعتَرفُ
وَالفكرُ مَعَ الأدبِ التَقَيا وكذا أخلاقٌ تزدلفُ
هذا من عِطر حضارتِنا فلماذا الواثِقُ يَنْصرفُ؟
كَلَّا ، لن يُعْجِزَنا زَمنٌ لن ينسى نخلاتي السَّعَفُ
لن تنسفَ آمالي حِولٌ فالآنَ شموخي يزدلفُ
والآنَ الآنَ تعارُفُنا بصفاءِ الحكمةِ يأتلفُ
والآنَ الآنَ ، وَيَسمعُنا مَن وَلى ديدنُهُ السَّرفُ
عَذُبَتْ أنغامُ خَرائدِنا وَحِمى الإقدامِ لنا كَنَفُ
وَغدًا بالنَّصر لنا مُلحٌ وَيُصافحُ مَركبَنا الجُّرُفُ
فاسألْ عن نور مَطالعِنا وَثقافتِنا ، ومَنِ انعطفوا
يبنونَ من الجُلَّى مُثلًا فانسابتْ بالشَّوقِ الصُّحُفُ



رد مع اقتباس