تعبيرا عن فاجعة نيوزلندة، أرفع هذه المحاولة إلى الأصدقاء والأحباء.
ــــــــ الحبّ أكبر ـــــــ
الحبُّ أكبرُ، والسّقوطُ بِجُملةٍ
كان ارتِطاماً في الشّقاوةِ أسْهَبا
بِ"ْنيوزلَنْدَةَ" نَالَنا المَحَقُ الذي
تَركَ المَجازِرَ تقْتفيهِ تَعَجُّبَا
شَهرَ الخبيثُ سلاحهُ مُتَوَقّداً
كُرْهاً بِبَابٍ للتّعبُّدِ أُعرِبَا
ما إنْ تَمَلَّى بالنّفادِ ذخيرَةُ
حتّى يُزوِّدَها بِشَرِّهِ مَذْهَبَا
و الفعلُ في أثناءِ غَزْوِهِ مُثبَتٌ
بِمُباشِرٍ في العالمينَ تَنَعَّبَا
و رأى الجميعُ على سَوادِ سلاحهِ
ذاكَ البياضَ مُقَّيداً ومُعذّبَا
ما للسّوادِ بِكلّ أبيضَ موقِنٌ
فالخيرُ يَشقى حينَ يُجعلُ مَلعبَا
و الشّر لا يَشقى بِذاتِ مُخَرِّبٍ
ملَكتهُ أخلاقُ العبيدِ فأسرَبا
آهٍ من الإرهابِ حينَ ينالُهُ
وهْمُ الحقيقةِ إذْ يَصيرُ مُثالِبَا
آهٍ من الأرواحِ تؤخذُ بغتةً
فيظَلُّ نبْعٌ للمحبّةِ أجربَا
ويظلُّ قلبُ الشّامتينَ مُصرَّعاً
فالموتُ آتٍ، لا محالةً أسْغَبَا
فلِما نُعاكسُ من يُخالفنا صدىً
و لِما نَعُجُّ تَخَوُّفاً وتَغَرُّبَا
إنّ الهُجومَ تَجَرّعتْهُ مسافةٌ
أبْكتْ مواعيدَ العَنادِ تأهُّبَا
يا من تَغدّى الشرّ من أزمانِهِ
قد لاحتِ الأرواحُ تَقْصْدُ مَغرِبَا
نال المصلّون الرّصاص بما أتتْ
شُعَبُ الدّمارِ، إذا تفاقَمَ مُرْعِبَا
يا قاتلي: ماذا تُفيدُ بِمِحْنةٍ
يَتَّمْتَ فيها بالقلوبِ تَدَبْدُبَا
قد أُلقيت أجسامُهم، فعلى الثّرى
لم يبقَ شِبْرٌ إلا صارَ مُخَضّبَا
لم يبقَ في شرقِ البلاد وغربها
دمعٌ صفا دونَ الهُطولِ مُؤنِّبَا
ادريس اوبلا/ المغرب