بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "(7) المجادلة


نلاحظ أنَّ هذه الآية الكريمة تتحدث عن آداب التواصل الاجتماعي من خلال تبادل الأحاديث فيما بينهم مهما كان عددهم وحيث كان مكانهم بأن يستشعروا أن الله معهم فيراقبوا كلامهم.
ومن المثير للاهتمام والانتباه أنه أطلق إمكانية التناجي من أي مكان في العالم
(في السماء أوعلى الأرض)، ورسم (أينما) الظرفية المكانية التي حقها الوصل كتابة، رسمها مفصولة (أين ما) للتنبيه البلاغي إلى أن هذا التواصل يمكن أن يحدث في أي مكان من العالم ولو كانت أماكنهم منفصلة بجدران أو مسافات واسعة ارضًا وجوًّا وبحرًا...
وفي ذلك إشارة تنبؤية مستقبلية بوسائل الاتصالات المتاحة للمناجاة عن بعد،
وفي ذلك دليل على أن هذا الكتاب مُنزلٌ من الله تعالى عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب.
كما تدل على أهمية الرسم القرآني في استنباط المعاني، وأن هذا الرسم وحي يوحى تنزيلا من منزل الكتاب (المصحف الشريف)
(وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَــــبِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ) فاطر 31
(تنزيل الكتــب لا ريبَ فيهِ من ربِّ العـــلمين) السجدة 2 صدق الله العظيم
والحمد لله رب العالمين