إذا قرأت قصيدة لشاعر فوجدت أنها جميلة في أولها معانيها ونغمها وصورها ثم بعد بضع أبيات يحصل خلل نغمي ويقل الإبداع فاقرأ عدة قصائد له لتعرف هل هي حالة خاصة أم عامة .
إذا كانت هذه الحالة عامة والشاعر يغلب عليه الصدق العاطفي أكثر من الصدق الفني وأن الصدق الفني لايكون عنده الاحيث كان الصدق العاطفي فهذا الشاعر يقول مافي نفسه في أول القصيدة ثم بعد ذلك كأنه أصابه الخرس لأنه لم يعد في نفسه شيء يقوله أو أنه قد قال أهم شيء في نفسه فكأنه قد استنزف طاقته حتى أنك لتشعر أنه في أول القصيدة كأنه يغرف من بحر كناية عن السهولة ثم بعد ذلك تشعر كأنه ينقل جبلا من شدة صعوبة قوله للشعر ويكون التكلف واضحا جدا .
عندنا العقل الواعي والعقل غير الواعي وكلاهما يشاركان في صناعة القصيدة فلما كان في نفسه شيء يقوله كانت الغلبة للعقل غير الواعي المعاني تمد أياديها بحركة لاإرادية وتختار ألفاظها وهذي حقيقة .
وكلما كان الشاعر متأثرا كلما أبدع فالنفس هي التي تتحدث وليس الشاعر .
وبعد أن تحدثت النفس وسكبت مافيها سكتت وبدأ الشاعر يتحدث فبدأ التكلف .
ياعزيزي الشاعر شعرك جميل ورقيق حاول أن تطيل حديث النفس .
اسألها
حاورها
ناقشها
تفاعل معها
افعل أي شيء حتى تجعلها تطيل الحديث .
شعرك لوكان كله مثل أول القصيدة فلن يجاريك أحد أكاد أقبل أبياتك التي في أول القصيد من جمالها وحسنها لكن أبياتك التي بعدها أكاد ...... .
ماهذا ؟
أجزم أن الذين يكتبون مايسمى بالومضة لو أطالوا نصوصهم لظهر التكلف لأنهم يستعينون بالاستعارة لسكب مابأنفسهم فتختصر الاستعارة العبارة وتكون الومضة سطرا وبعد ذلك كأن هناك حملا أزيح فيصدر الكاتب زفيرا ويضع القلم ويشعر بالراحة