على سياق ما جاء في سورة الكهف و حوار موسى مع الخضر عليهما السلام، قمت باستيحاء ما تيسر لي فجعلت الحوار مع المحبوب بهذا السياق
يعاتبني إذا ما جِئت سَهْرا
أجبني هل أنامَ الليلُ بدرا؟
و لي بعضُ المآربِ لو تَراها
لجئتَ بمثلها و أتيتَ أخرى
و لو أدليتَ دلوك نحو قلبي
أتاكَ محمّلاً شعراً و نثرا
فَكَم بيتٍ نظمتُ و ليتَ أنّي
سَكَتُّ و لم أُفِضْ للحب نهرا
ظننتُ الشعرَ ذا أسُسٍ و لكنْ
لعينيها يصيرُ السردُ شِعرا
و عندي في كلا خدّيَّ خَالٌ
كأوراقٍ رأتْ شفتيكَ حِبرا
فهيّا لا تُطِل بالبُعدِ إني
أتوقُ تَخُطُّ فوق الخالِ سَطرا
و ليتك لو ترى عقلي و قلبي
كم ازدانا و قد كانا كصَحرا
و كم دربٍ سلكتُ و لي ظنونٌ
تقولُ بأنّ بعد العسرِ يُسرا
طرقتُ لأجل وصلكَ ألفَ بابٍ
على طول المدى سراً و جهرا
و جئتَك أستميحُ الوصلَ عذراً
فما لكَ لا ترى للصبّ عُذرا ؟
و ما لك كلما قاربتُ باعاً
أتيت لتفرغَ الأعذارَ قِطرا
ضممتكَ و الأسى في القلبِ حوتٌ
جَفاهُ الموتُ في ملقاكَ حصرا
فكن لي مثل موسى و اغتنمني
تجد قلبي على كتِفَيْكَ خِضرا
و لا تسأل عن الملقى لأنّي
سأُحدثُ كي أراك اليوم ذِكرا
و لا تقلقْ فلستُ نذيرَ سوءٍ
و لستُ بِمُبتغٍ بالوصلِ إمرا
أتيتُكَ رَغم نفسي باشتياقٍ
وجدتُكَ تستطيعُ عليه صبرا
و أودعتُ الفؤادَ لديكَ، لكن
هَدَمْتَهُ و اتخذتَ عليهِ أجرا
و لي قلبٌ أقمتَ عليه حدّاً
و لم يُرهقْكَ طُغياناً و كُفرا
و لم تصبر لتعرفَ ما يُعاني ،
جهولٌ لم تُحِطْ بالحبّ خُبرا
مع خالص الحب،
أنس عبد القادر العيسى
قطرب العراق