أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: بُردةٌ لن تكتمل

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    الصورة الرمزية أنس عبد القادر العيسى
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Aug 2025
    الدولة : الفلوجة
    المشاركات : 20
    المواضيع : 6
    الردود : 20
    المعدل اليومي : 0.77
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي بُردةٌ لن تكتمل

    أَضْنَى بكَ الوَجدُ أَم أُوْذيتَ باللَدَدِ ؟
    حتى رَأيتَ انْعِكاسَ الرُّوحِ في الجَسدِ

    لا شَيءَ قبلَكَ أنتَ الكلُّ أَجْمَعُهُ
    وَهبْتُكَ الرُّوحَ في ما ظَلَّ مِن جَسَدي

    خَصْمانِ قلبي و عقلي، قال قائِلُهُم :
    هذا رَشيدٌ و هذا فاقدُ الرَّشَدِ

    فَهَا هُما في الهوى نِدَّانِ ما اجْتَمعا
    إِلَّا لِـيَخْـتَـلِفا بـالمـــالِ و الـوَلَـدِ

    فجِئْتَ أنتَ اتِّفاقَ الكُلِّ جامِعَهم
    و كنتَ مُدرِكَهُم في لُجَّةِ العُقَدِ

    فأَجْمَعوا أَنَّ مَن يَهواكَ ذو سَعةٍ
    و أَنَّ فيكَ غَرامي غَيرُ ذي عَدَدِ

    عَدْلٌ أنا فيكَ فانْظُرْ في المَدى هِمَمي
    تَطْوي الجَناحَ بعيدًا عنْ جَوَى الحَرَدِ

    يا أَيُّها البحرُ فيكَ الدُّرُّ مُكتَنَزٌ
    و لَستُ أَرْجو سوى شَيءٍ مِنَ الزَّبَدِ

    لا أُنْكِرُ الفَضلَ حاشا أَنْ أَكونَ على
    نُكْرانِهِ مُقدِمًا مَهْما طَغى جَلَدي

    و كيفَ أُنكِرُ رُؤْيا بالكَرى بَزغَتْ
    وَفَدْتُ فيها و مَن أهواهُ لَمْ يَفِدِ

    كلُّ الكواكبِ فيها تَحْتفي طَرَبًا
    و الشَّمسُ و البَدرُ جَذْلانانِ مِنْ سَعَدِ

    فقالَ يعقوبُ في أُذْنَيَّ مُبتسِمًا
    إِياكَ أَنْ تَقصُصَ الرُّؤيا على أَحَدِ

    قد يُنْكِرُوكَ و هذا الطَّبعُ دَيدَنُهُمْ
    و قَدْ يَكيدونَ كيدَ الفُجْرِ و الحُقُدِ

    قالَ البُصَيريُّ لمَّا ضاقَ خافِقُهُ
    (قد تُنكِرُ العينُ ضوءَ الشَّمسِ مِنْ رَمَدِ)

    و طُورُ مُوسى على كَفِّي أُقَلِّبُهُ
    فيَصْرُخُ القَلبُ بِسْمِ الواحدِ الصَّمَدِ

    و جَاهُ حُبِّكَ تَوراتي و مِنْسأَتي
    أَهُشُّ فيها جِراحي في لَظَى الأَبَدِ

    فابْعَثْ وَزيرًا إذا ما الدَّهرُ فَرَّقَنا
    أَزْدَدْ بهِ جَلَدًا ، أُشْدُدْ بهِ عَضُدي

    بَيني و بَينَكَ ما لا عينَ تُبصِرُهُ
    كالوِدِّ بينَ أَميرِ القومِ و الجُنُدِ

    كلُّ التَّفاسيرِ قالتْ و هْيَ صادقةٌ
    لا تُثبِتُ الشُمَّ إِلَّا شِدَّةُ الوَتَدِ

    و جِئتَ تَمْشي و تَحتَ النَّعْلِ كم شَمَمٍ
    تَرْتدُّ مِن هَيبةِ الرَّاقينَ و الصُّعُدِ

    فكيفَ يَثبُتُ قلبٌ أَنتَ ساكنُهُ
    و ما رَأَيْنا ثَبَاتًا مِن ذُرَى أُحُدِ ؟

    كَلْمى هيَ الرُّوحُ سالتْ مِن هواكَ دَمًا
    و لَمْ تَعِشْ مُذْ عَرفْتُ الحُبَّ في رَغَدِ

    يَطالُها أَلْفُ شَيطانٍ و زَنْدَقةٍ
    فتَقْتَفي إِثْرَهُم طَيشًا على عَمَدِ

    فأَدْفَعُ الشَّرَّ في قولٍ وفي عَمَلٍ
    وأَطْلُبُ العَونَ بالمُخْتارِ في مَدَدِ

    قَبَّلتُ بابَكَ لا حُزنًا و لا فَرَحًا
    و بي انْدِهاشُ قَديمٍ ضاقَ بالجُدُدِ

    فأَنْكَروني و قالوا لا مَقامَ لهُ
    مِثلُ الحَديثِ الذي ما صَحَّ بالسَّنَدِ

    ولَمْ يَكُنْ في الهوى خِلِّي أَبو لَهَبٍ
    ولَمْ أَكُنْ حَامِلًا حَبْلًا مِنَ المَسَدِ

    أَنَّى أَسِيرُ أَرى وَجهًا على صُوَرٍ
    و أَنتَ وَجهُكَ مِثلُ النَّقشِ فَي خَلَدِي

    لو أَجْمَعتْ هَذهِ الدُّنيا لتَحْذفَهُ
    ستَنطِقُ الرُّوحُ هذا فِلْذةُ الكَبِدِ

    جَمرُ الهوى مُحْرِقٌ لكنْ سأَحْملُهُ
    إِذْ صِرتُ أَمْزُجُ حَرَّ الجَمرِ بالبَرَدِ

    و ما أنا غيرُ حَلَّاجٍ يُطاوِعُهُ
    حُبُّ النَّقيضَينِ مِن تِيهٍ و مِن رَشَدِ

    و لَمْ أَكُنْ في فُنُونِ الشِّعرِ نابِغةً
    لكي تَكونَ ذُرى العَلياءِ طَوعَ يَدي
    التعديل الأخير تم بواسطة أنس عبد القادر العيسى ; 30-08-2025 الساعة 10:52 PM سبب آخر: تنسيق