تأخرت السعادة ؟! شعر : محمد إسماعيل سلامه عَجِبتُ لهذِه الدُّنيا وَحالي مَعَ الأيَّام ِفيها والليالي حياتِيَ كُلُّها دَمْعٌ ، وَحُزْنٌ وَيَأسٌ ، وانكِسَارٌ ، واعْتِلال ِ مُكرَّرةٌ هِيَ الأيامُ عِنْدِي كأَنَّ العُمْرَ يَومٌ فِي تَوَال ِ ثَوَانِيهِ الكئِيبَةُ لي زَمانٌ يُكَرِّرُ نَفْسُهُ فِيه اشتِعالي أنا بَشَرٌ أعَاني لسْتُ أروي هُنَا قصَصُ البَلاءِ مِنَ الخَيَال ِ أنا بَشَرٌ أعاني كلّ يَومٍ مِنَ الأرْزَاءِ سَيْلٌ مِنْ نِبال ِ كَفَرْتُ بكلّ أيّامِي وشِعْري وعُدتُّ فَمَا شَفَاني الإعتدال ِ كأنّي كَوْكَبٌ بفضاءِ كَونِ وَمَا غَير البَلايا في مَجالي كَأَنَّ صَوَاعِقَ الأكْوانِ زالتْ مِنَ الأكوانِ كي تَمضِي خِلالي وأقسَى ما على قلبي هَوَاني على أهلي وهُم شَرُّ الأهَالي فلنْ أنسى لهُمْ عَهد التَصَابي وعَيش بالجحُودِ وبالقِتال تَنَبأ لِي أسَاتِذتي بأنِّي سَأسْطَعُ كالنُّجوم ِوكالهِلال ِ فَغَارَ البَعضُ مَالَ إلى التَّجنِّي ولمْ يَعني بطفل ٍ في هُزَال ِ وَمَاتَ الأبُّ يا مَحْلا التشفِّي مُنِعتُ الودّ مِنْ قبل النِّوال ِ تَحَمّلتُ الكثيرَ وكانَ حظِّي بِرَغمِ اليُسْر ِثوبٌ في وَبَال ِ وعِشْتُ وكنتُ بَيْنَهُمُوا غَريبًا أعِيشُ ولستُ بَيْنَهُمُوا ببالي فَيَامَنْ أحْرَقُوا كُتبي وشِعري وَيَامَنْ قطَّعوا حَبلَ الوِصَال ِ نَشَأتُ وأنتُموا عَاري يَمِينًا وقلبي ذا قتِيلٌ في شِمَالي وسِرْتُ بِدَربِيَ المَكروبُ وَحْدِي يَشُقُّ الضَّيمُ صَبْري واحْتِمَالي أسِيرُ وألفُ شَيْطان بعيني مَسِيري مِنْ هُدَايَ إلى ضَلالي ويَازَمَنُ التَخَلِّي مالِجُرحي بِصَدري كَامِنٌ دُونَ انفِصَال ِ مَضَى عُشرونَ عَامًا ، أينَ صُحْبي وأينَ الأهلُ مِنْ كَرَمِ الخِلال ِ؟ مَضَى عُشرونَ عَامًا ، لَسْتُ أبْكي عَلَى الأيامِ بَلْ أبْكي لحالي َتأخَّرتِ السَّعَادة، أمْ تُرَاها على مِنْوَال ِأهلي في التَّعَالي خَرَجْتُ مِنَ الصِّبَا بِحُمُولِ هَمٍّ تَنُوءُ بحِمْلِهَا هِمَمُ الرِّجَال ِ خَرَجتُ إلى الشَّوَارِعِ وَيْكَأَنِّي خُلِقْتُ لها وكانتْ كالنِّصَال ِ وسِرتُ إلى الشَّبَابِ وليْسَ عِنْدِي سِوَى حُزْنِي وأخْيِلَةُُ المُحَال ِ عَرَفتُ الصَّيفَ شَمْسٌ في عُيوني تُحَرِّقها وَمَالِيَ مِنْ ظِلال ِ عَرَفتُ الدَّرْبَ جُهْدٌ واغْتِرَابٌ وسَيرٌ في الزّرُوع ِوفي الرِّمَال ِ فلا الأيَّامُ تُهْدِيني جَديدًا ولا عوفيتُ مِنْ ألَمِ ارْتِحَالي ! وَمَا لَلنَّاس ِفي عُمري حًضًورٌ سِوَى بالشَّر أو سُوءَ الفِعَال ِ فما صَادَفتُ يَوْمًا أيّ شَخصٍ لهُ مَثَلٌ بِزَيدٍ أو بِلال ِ تَعَتَّقَ في نُفُوس ِالنَّاس ِشَرٌّ كأنّ الشَّرّ مَحْمُودَ الخِصَال ِ! فَمَاللناس ِفي خُلُق دَنِيء ٍ يَعِيشونَ الحَيَاةَ وفي خَبَال ِ ومَالي بَينَهُم بالجُرحِ أمْضِي سَرَابٌ ، حُكْمُهُ حُكمُ الزَّوَال ِ أُكَتِّمُ كلّ غَيظٍ في ضُلُوعِي وَأَكْتُمُ في شَرَاييني انْفِعَالي تَكَسَّرَتِ الأمَانِي في عُيُوني تَشَابَهَتِ الأَوَالِي والخَوَالِي فلا أهْلٌ ولاصُحْبٌ وَزَادِي بِدَربي غُصَّتِي ، هِيَ كُلّ مَالي وَذَاكَ الحُبُّ آه ٍ..كَيفَ أنسَى عُيُونًا عِشْقُهَا يَومًا بَدَالي فَسُرَّ القَلبُ وانْتَفَضَتْ ضُلُوعِي وهُيّأتِ القَوَافي للجَمَال ِ أرَحَتُ الشَّعْرَ مِنْ شَكْوَايَ حِينًا فَسُرَّ الشِّعْر أقبلَ بارتِجالي فَأَكثَرُ ظَامِيء ٍ للحُبِّ قلبٌ تَحَرَّقَ في لَيَالِيه الطِّوِال ِ تَلاقَينا،وبُحْتُ..فَأَمْسَكَتْ بِي وَقَالتْ لَو أَمُوتُ فَلا أُبَالي شَعُرتُ بأنّنِي طَيرٌ وشَدْوي يُحَلَّقُ والصَّدَى بَينَ الجِبَال ِ شَعُرتُ بِأَنَّ بَعضَ العُمرِ بَاق ٍ وفي لَهَبِي سَرَتْ بَعْضُ الطَّلال ِ مَشَيْنَا،بَعْضُنَا يَجْتَاحُ بَعْضٍ حَكَيْنَا،زَادُنَا صِدْقُ المَقَال ِ لَهَا شَفَتَانِ ، دَوْحٌ مِنْ ورُود ٍ لَهَا كَفَّانِ ، زِفٌّ مِنْ رِئَال ِ جَلَسْنَا في أنَامِلُنَا حَدِيثٌ وعِشْنَا لحْظَتَين ِبلا مِثال ِ ولَمَّا عَانَقَتنِي في وَدَاعي وَغَابَتْ خِلْتُ غَيْبَتَهَا لَيَال ِ فَلَمَّا طَالَت ِالأيَّامُ عُدْنا أنَا والقَلْب يَسْأَلني سُؤَالي أَمَا في هذِهِ الدُّنْيَا طَرِيقٌ مِنَ الآلام ِوالأحْزَان ِخَال ِ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــ محمد إسماعيل سلامه



رد مع اقتباس