فى زمننا- زمن العجائب – وفى بلادنا بلاد القبليه والنرجسيه والخيبه القويه – بلاد التخلف والتعجرف والخطب الرنانه – بلاد الزعامه والغباوه والعنجهيه كانت هناك مدينه ترمز الى كل ماسبق ذكره – كان بالمدينه سوق يسيطر عليه بعض القبائل – قبيله الاسدويه – قبيلة المباركيه – وعل بعد منهم قبيلة النجاديه – وعلى اطراف السوق تقع حاره الغلابه بمحلاتها الكبيره والكثيره ويحد حاره الغلابه من الغرب حاره كلاب وخارجين عن القانون – وفى غفله من الزمن استولى الكلاب على حاره الغلابه -- نكلوا باصحابها ودمروا رموزها وارتوت الحاره بالدماء -- اصاب هذا مصالح الاسدويه-- فى البدايه اتحد اهل حارة الغلابه ووقفوا موقف رجل واحد فى وجه الكلاب – ولكن لانهم غلابه ولان الكلاب ورائهم كلاب اشد ضراوه -- لم يستطع اهل حارة الغلابه التخلص من الكلاب وقاسى اهل الحاره كثيرا من بطش والتنكيل -- وبعد طول كفاح انقسموا الى فريقين -- فريق اجهده النضال ويرى انه قد حان الاوان لمراجعة المواقف وحساب المكاسب التى تحققت والخسائر-- ويرى ايضا ان النضال ليس بالسلاح فقط لكن يجب استخدام الذكاء والمناوره لتحقيق افضل المكاسب بأقل الخسائر -- وفريق آخر يحبذ النضال من اجل النضال -- افرز ذلك تعريفات ومصطلحات جديده -- فلم يعد معروف هل النضال من اجل الكرامه ام من اجل الزعامه -- ولم يعد معروف من هو الشهيد ومن يظن نفسه شهيد -- ولم يعد معروف من هو الزعيم ومن هو العميل -- واستغل زعماء القبائل الموقف فاحتضن الاسدويه ومن ورائهم النجاديه فريق النضال من اجل النضال -- ورفض كل ما يقال عن الحلول الوديه -- واحتضن المباركيه الفريق الذى تريث واخذ يفكر فيما وصلت اليه الاحوال من ضعف وهوان وخسائر فى كل المجالات العسكريه والسياسيه والاقتصاديه -- واذا ما لاح فى الافق بشائر حل -- وجد فيه الاسدويه انه لايحقق مصالحهم -- ووجد النجاديه انه لايحقق مطامعهم اوعزوا الى اصحاب النضال برفض الحل -- ووجد اصحاب النضال ان الرفض فى صالحهم -- فالحل معناه عدم الحاجه اليهم فيخسروا زعامتهم ونفوذهم ودولارات القبائل – ويتفق الثلاثه على ارسال من يخربش زجاج احدى محلات حارة الكلاب فينطلق الكلاب وراء اهل حارة الغلابه وتسيل الدماء من جديد وتعاد الكره مرة ومرة اخرى -- والى يومنا هذا مازالت الكلاب تعوى واهل الحاره يدفعون الثمن