|
يَــا أيـهَـا الشِـيـخُ الجَلِـيـلُ عَـلَـى الحِـصـانْ |
تَمْـضِـي وقَــدْ بَـــرَزتْ بِـقُـربِـكَ جَـنـتـانْ |
وعــنِ اليمـيـنِ عـــنِ الـشـمـالِ الأرضُ تـــبَْــ |
ــــرُقُ فِـضَــةً وبجـنـبـكَ الـحــورُ الِـحـسـانْ |
سـبـعـونَ جـاريــةً تـغـنـي صـوتُـهـا |
عـــذبٌ وقَـــدْ زيـــدتْ حـوالـيـك اثـنـتــانْ |
والطـيـرُ أبـيــضُ مـــا ألَـــذ خِـصَـالـه |
والـغُـصـنُ يـأتــي بالـثِـمـارِ إلـــى الـمـكـانْ |
والـقـصـرُ مِـــن ذهَـــبٍ ويـاقــوتٍ يُـــدا |
ري تُـربــةً أنـعِــم بـهــا كـالـزعـفَـرانْ |
وحـدائـقٌ مــن روعـهــا وجمـالـهـا |
أضـعــافَ مـــا مـلــكَ الـمـلـوكَ بِـــلا هَـــوانْ |
تـجـري عليـهَـا مِـــنْ مـسـافـةِ ألـــفِ عـــامْ |
والـخـيـلُ يـاقــوت يـطـيـرُ بِعُـنْـفُـوانْ |
أنـهـارُ مـــن عـســلٍ وخـمــرٍ قـربـهـا |
عـيـنـان مـــن تـحــت الشـجـيـرة تـجـريـانْ |
اطـهــروا مـنـهـا سـريـعـاً وانـتـهـوا |
فبـجـنـةِ الـفــردوسِ قَـــدْ عُـقِــدَ الــقِــرانْ |
واسْتقبِـلُـوا حَــوراءَ يـصـعـبُ وصـفـهـا |
بسريرِ عزٍ نابض بعد الهوانْ |
مِـــن نـورهــا تـبـكـي لـروعــةِ سـحـرِهـا |
فجمالُها يغشِي لنا ولك العيانْ |
واسـمــعْ مــعــي قــــولَ الإلــــهِ بـحـقِـهَـا |
فكأنها الياقوتُ فيها روعتانْ |
وثـيـابـهـا مِــــنْ سُــنــدسٍ وإسـتــبــرقٍ |
والحور يرقص قد دنا وقت القرانْ |
لـــو أنـهــا عبرتْ بـبِِـحـرٍ لامـتــلأْ |
عسلاً ومسكاً رائع روع الجنانْ |
ولأشـرقــتْ شـمــسٌ بـفـتـنـةِ وجـهِـهَــا |
ولأنشدت كل الدنا أنشودتانْ |
وبخيـمـةٍ قــدْ جُـوفــت مِـــن لـؤلــؤٍ |
سوقٌ الأحبة لا ترى زغب الزمانْ |
كثـبـانـهـا مــســكٌ فـتـبـعـثُ طـيـبـهـا |
خذ ما تشاء من الهوى وبلا توانْ |
وعـظـيـمُ أجـــرِكَ يـــا رفـيـقـي أنْ تَـــرى |
وجَه الإله بفوزنا بالامتحانْ |
مـــا اقـصــرَ الـدنـيـا وأطـــولَ هـمـهـا |
هل تستمر حياتنا بعد الهوانْ |
هــا أنــتَ تمـضِـي بـاسـمـاً والـثــوبُ أبــــ |
ــيــضُ تسـتـظـلُ بـظـلِـهِ كُـــل الـحـسـانْ |
والعـيـنُ تنـظـرُ كــلُ مـــا فـيـهـا هـــوىً |
والـقـلـبُ يـخـفِـي خـلـفَـه دُرَرَ الـزمــانْ |
ومـحـمـدٌ خـيــرُ الأنَـــامِ وصَـحـبُـهُ |
يـلـقـاكِ فـــي حُـــبٍ فـيَـجْـرِفُـكَ الـحَـنَــانْ |
شـوقـانَ فــي شــوقٍ فيضـحـكُ وجـهــه |
نورٌ يلون كُل أضواءِ الجِنانْ |
وبقـربـهِ عـقـلٌ ويحـيـى مَــع صَـــلاحْ |
والـشـيـخُ إسمـاعـيـلُ يـضـحـكُ مَـــعْ دُخـــانْ |
والأكــرمــونَ الأولــــونَ بجـمـعـهـمْ |
يـتـبـادلـونَ الــــودَ فـــــي دارِ الــوئـــامْ |
والحـلـمُ فــي أحـــلاهُ حـلــوٌ والـهــوى |
يـمـضِـي فـيـأبـى أن يـسـاعِـدَ فـــي الـقِـيـامْ |
إنـــي رأيـتُــكَ يـــا صـدِيـقِـي بـاسـمـاً |
فـحـمـدتُ ربـــي أنـنــي حُـــرٌ هُــمــامْ |
ورأيــتُ فــي عينـيـكَ ألــوانَ الـمـنـى |
فالـصـحـبُ قـــد ســـاروا ووفـــوا بانـسـجـامْ |
كـنــتَ المـعـلـمَ فانتـظـرنـا نـهـضــةً |
لا لـيـســتِ الـعـنـقـاء تـبـغِــي الانـتـقــامْ |
إنــا نهضـنـا نـصـلـحُ الـدنـيـا وسِـر |
نــا فـــي خـطــى الـشـيـخِ المـعـلـم والإمـــامْ |
سـيـروا عـلـى هـــدي الإلـــه بـــلا تـــأنـــ |
ـــي واستـعـيـدوا مـجــد أيـــامِ الـحـسـامْ |
وتأنـقـوا إن التـلاقـي فـــي الـعــلا |
هـــو نـصـرُنـا الـذهـبـي فـــي زمـــنِ الـكــلامْ |
إن الكـراسـي فــي الـعـلا أبـقـى مِــنَ الـــ |
ـــدنـيـا ومــا حــوتِ القـلـوبُ مِـــنَ اهـتـمـامْ |
يَــا ليتـنـا نلـقـى الأحـبــة ربـنــا |
يـــا ليـتـنـا نـرقَــى إلـــى الـصَـحـبِ الـكِــرامْ |