وقالت نملة 00!!
الشتاء يودًع الدنيا بأنفاسه الثائرة 0
ثمة زوابع ثملة تجوب الأركان , السحاب يركض وعمًا قليل يختفى فى السماء ,
ومن دروب النمل ومنازله تطلًعت أعين إلى أعلى , وهي تحصي الليالى والأيام
للخروج إلى معترك الحياة 0
وقف الأستاذ على فوًهة جحر عتيق مائلآ بنصفه الأعلى إلى الخارج , شاخصًا
ببصره إلى الفضاء الرحب والسماء الزرقاء 0
إرتعشت شفتاه وهى تتمتم فى هيام وشوق :
يارب
ياإله الكون العظيم
ما أ بدعك
ما أ حلمك
ما أ جمل سماؤك المنقوشة بالسحاب المسخًر
ما أ عظم شمسك وهى تهب قوتها الخارقة لأجساد الكائنات
لتكسبها الصحًة والنضارة 0
ما أ جمل الحرية وما أعظمها
قال هذه الكلمات وكأنه فى صلاة وما لبث أن هبط بهدوء ووقار إلى مكمنه الآمن
فأقبل عليه تلاميذه ومحبوه زرافات زرافات , حيًاهم فى سكينة فردًوا بأحسن منها
وإصطفوا صفوفًا وجلسوا , يسألونه فيجيبهم , يهبهم حكمته , يعطيهم خبرته , يقص
عليهم ماضيهم المشرًف منذ زمن سليمان عليه السلام , ويخبرهم عن أمجادهم التليدة
فإلتفًوا حوله كأن على رؤوسهم الطير , ولم لا ؟ أليس هو حكيم زمانهم , وأمين أمتهم
ومن صلب الفقيه الذى حذًر النمل من سليمان عليه السلام وجنده وقتها تبسًم سليمان
ضاحكًا وشكر الخالق العظيم , قصً ليلتها وفنًد , وشرح وأسهب , وحكى وتندًر ,
حتًى طال الوقت , فتململ الجالسون فى تعب , وأغمضت العيون فى إرهاق 0
ولأنه حكيم , ولبيب , فقد نطق جملة واحدة إنتفض لها الجميع بالنشوى , ولمعت
العيون بالفرحة , وسرى السحر فى أعطافهم , ودبً النشاط فى مخيلتهم ,
كان الأستاذ قد قال :
- سنتكلم عن بنى البشر
فرك الجميع أيديهم فى حبور
وإبتسموا فى سعادة
وصاحوا فى نشوة غامرة
" كلنا آذان صاغية "
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم