أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 26

الموضوع: مغلق

  1. #1
    الصورة الرمزية علاء عيسى قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 1,651
    المواضيع : 95
    الردود : 1651
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي مغلق

    على عجل تتناول الغذاء . من الداخل تسألها الأم ومتى سيعود ؟ تجيبها وفتات الطعام يتطاير من فمها : لا أدرى . فاليوم سيتضح كل شىء . باحثة عن حقيبة يدها ... لقد تركت فلوس الدروس الخاصة بأحمد ولبنى ونرمين وبخصوص زينب وتامر .. لقد دفعت لهم بنفسى .. ولقد مررت على الطبيب وقال لى : لابد من تكرار العلاج مرة أخرى كى تستقر حالتك .. تدعو لها ، تقبلها ، تنزل مسرعة .. دقائق ووصلت الشركة ، تقرأ اللافتة " مغلق للصلاة " تيقنت أنها لم تتأخر فقد أوصاها بذلك .. دائماً هى مطيعة .. دقيقة فى عملها ، فهمت كل شيء فى العمل منذ أن أنهت دراستها بالجامعة منذ عامين وهى تعمل بشركته المسماة " شهاب ترافل " الكائنة بشارع شهاب بالمهندسين .. فى بادئ الأمر أحبت العمل بتلك الشركة لتصادف اسمها باسم خطيبها والذى تركها بعد أيام قلائل من وفاة والدها بعد أن تيقن بأن راتبها لم يعد يصلح لدفع أقساط الجهاز. وكأنما حبهما ثوب نسجت خيوطه من خيوط العنكبوت وتمزق بلفحة هواء عابرة .. لذلك تفانت فى عملها وأحبت تلك الشركة لكونها المدد فى الحياة والسند الذى يساعدها فى صد شبح الجوع عن أسرتها .. كرهت الفقر برغم وجودها معه طوال الوقت وخاصة حينما تتجه الى مزلقان " ناهيا " تاركة وراءها المهندسين بما فيها .. ينتظرها الفقر ويتأبط زراعها ويرافقها إلى البيت ، هكذا كل يوم يتركها أول المزلقان وينتظرها فى العودة .. كانت تكرهه ليس لكونه الفقر فقط ولكن لجبنه وضعفه أيضاً فهو لا يستطيع أن يتعدى ذلك المزلقان ... تمر ساعات العمل عليها كثوان عابرة وتمر ثوانى الراحات كدهر كبلت قدماه وحملته على صدرها .. لذلك لم تتأخر ولم تناقش صاحب العمل فى طلبه .. برعاية أمور الشركة وقت سفره والذى سيتضح مدته بعد عودته من أداء صلاة العصر بالزاوية المجاورة ، اعتادت كل يوم على ذلك .. يأتى لها فى الواحدة ظهراً قبل موعد راحتها بساعة ويتركها فى الخامسة بعد عودتها بساعة .. يتسم بالنظام ولذلك عشقت النظام ضماناً لبقائها أمام المزلقان ولو لتلك الثوانى فى حياتها كى تختلط أنفاسها وأنفاس قاطنى المهندسين .. ألقى السلام .. دخلا سويا الشركة .. أدارت اللافتة " مفتوح " مضت ساعات فى مناقشة أمور العمل وفى تنظيم الأفواج التى ستستقبلها الشركة وقت سفره .. طمأنها بأنه قد أوصى ولده بأن يتفرغ ساعة يومياً على الأقل أو إذا لزم الأمر لأكثر بعد أن ينهى أعماله بمكتب المحاسبة الخاص به .. تعرف عنه الكثير فكثيراً ما كان يأتى لوالده بالشركة وقليلاً ماكان يعيرها اهتماماً .. نفس المؤهل .. تميزت عنه فى التقدير وتميز عنها فى فى كل شىء .. كثيراً ماتراه بعد العمل وهى فى طريقها إلى مسكنها بحى "بولاق الدكرور" مارة بشارع جامعة الدول العربية .. بالمهندسين .. يقف بسيارته أمام احدى عربات الوجبات السريعة وبجانبه فتاة تتغير بتغير المكان والأحداث ..لم تر معه مرة فتاة تفوقها فى الجمال .. ربما تفوقها فى المستوى .. فمظهرها يدل على ذلك .. برغم جمالها الا أنها لم تشعر فى وجوده بأنها أنثى .. يحدثها وكأنما يحدث صديقاً له ... دائماً يتحدث والده عنه وعن نجاحه وطموحه ونسى أنه وماله وراء هذا النجاح .. منهمكة فى عملها.. تسمع صوت سيارة .. يدفع الباب المكيف ، تسبقه رائحة بارفان كحراس تؤمن له المكان وتستقل فى زوايا الشركة .. بصوت هادىء يلقى التحية ولم يهتم بالرد ..سألها عن بعض الأمور الخاصة بالعمل.. أخرج هاتفه "المحمول " اتصل بأحد المطاعم .. دون أن ينظر لها .. أظن هاتتغدى ؟ .. لم ينتظر إجابتها ، وكأنما صدقة وليس من حقها أن ترفضها .. دقائق ووصل مندوب المطعم نظرت إلى الفاتورة ، وجبتين تعادل قيمتهما طعام أسبوع كامل لأفراد أسرتها .. يجلس كل منهما على مكتبه يفصل بينهما حاجز زجاجى ، رأته كالمزلقان الذى يفصل حى بولاق الدكرور عن المهندسين ... نادى عليها .. استأذنها فى فتح سيارته لتحضر سجائره .. أحست بكبريائها يتدهور .. نظرت إلى الكرسى الذى دائماً يستضيف كل يوم فتاة .. عادت إليه تبلغه بعدم وجود سجائر بالسيارة .. أيقن أنه ربما نسيها بالمكتب أعطاها خمسين جنيهاً كى تشترى أخرى ، أحست فى كل خطوة تسلكها بأنها تدوس على شهادتها الجامعية بقدميها .. محدثة نفسها .. نفس سنى .. نفس مؤهلى .. يصرف نصف راتبى فى اليوم فى السجائر والوجبات السريعة .. قررت فى نفسها .. أن لا استسلام للفوراق لابد من إزالة هذا المزلقان .. تجلس على مكتبها تكمل عملها .. يجلس مدخناً سيجارته مع فنجان القهوة مقلباً صفحات النت على حاسوبه الشخصى .. استأذنته فى توقيع بعض الأوراق إن سمح وقته .. أذن لها .. تجلس على كرسى بجانبه يراجع الأوراق دون اهتمام بها .. استفسر منها عن بعض الأمور .. إقتربت منه .. اتسعت مقدمة الفستان ليظهر بياض صدرها .. لم تهتم بتعديل ماظهر منها وأخذت تقرأ عليه منصوص الفاكس .. أحست أنه أخذ يمتطى جواده متتبعاً طريقها .. قالت له والذى يؤكد قولى .. ذلك الملف بداخل تلك الأدراج التى أمامه .. اقتربت وانحنت لتفتح الدرج الأخير .. اهتز الحرف المعلق بعنقها يميناً ويساراً وكأنما مؤشر يبلغه بالنظر والتمعن .. تطيل البحث وتراقب عينيه وهما يتابعان ما يشير له الحرف المتدللى .. بذكاء حواء أعطت له الملف وقالت عليك التأكد والمراجعة بنفسك ولأكمل أنا العمل الذى بيدى .. ثوانٍ ونادى عليها ولما هذا التخفيض .. أبلغته من مكانها دون اهتمام .. ليست تلك هى المرة الأولى لهذا الفوج .. بهذا التخفيض نضمن عدم تعامله مع شركة أخرى ... سألها وهل لدينا ملف سابق بتعاملاتهم ... تبسمت بداخلها .. أحست برغبته فى أن تبحث له فى نفس الدرج .. أجابته . نعم . ! وبصوت لا يسمعه ... ولكن بدرج آخر . دخلت مكتبه ومشت أمامه فى رقة تصطنعها حواء وقتما تشاء ولمن تشاء ... ووضعت يديها أعلى خصرها وشعرها الطويل ينساب خلفها يتدللى بانسياب ، تلتفت داخل أركان المكتب تأتى بالسلم .. ترفع قدم .. وتتباطىء بالأخرى .. تنذر عن وجود ساقين بضتين ..ارتكزت بإحداها عالية تاركة الأخرى بالدرجات السفلية .. أخرجت الملف .. نهض ليلتقطه منها تقابلت عيناهما .. ازدادت نبضات عروقه .. أمسك بيدها .. برفق تسحب يدها دون اهتمام به طلب منها الجلوس لتكملة ماسبق ..أخذت تقرأ عليه ما بالملف .. وهو يقرأ كل شيء فيها .. أحست بالفوارق وهى فى طريقها للإزالة .. حرك يديه على يديها تتبع حدود أناملها .. سحبت يدها بعد فترة .. وضع يسراه على شعرها يتحسس نعومته ، ويمناه على وجهها يتحسس تفاصيله .. لفحت أنفاسه جسدها .. برفق تدفعه بيدها .. ، تتمنع بالكلمات ، تهمس بألفاظ تزيدها أنوثة .. فتزداد رجولته .. اختلطت جميع الألوان على وجهها فرآها كبستان به جميع الزهور تبحث عن قاطف لها تبادلا النظرات .. والقبلات .. لم تشعر بالفوراق . ولم يشعر هو بنفسه .. أفاقا على صوت التليفون .. عدلت من ثيابها .. رد على عجل .. نظر لها .. فنظرت له .. فهما أن الطريق لم ينته بعد .. سحب الستار على الحاجز الزجاجى .. اتجهت ناحية الباب .. وأدارت اللافتة " مغلق " ...
    .....،
    هذا بعض منى http://alaaeisa.maktoobblog.com/

  2. #2

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيز علاء..
    اهلا بك في القصة ايضا ...

    تنهل القصة مادتها الخامة ، من العمين اليومي للحياة ، وتفرض علينا طابعا بدا لي وكأنه يتشارك فيه اغلب المجتمعات ، من حيث الفوارق والطبقية التي غدت سمة الحاضر ، ولن من الوان القيدم المنبثق منذ انبثاق فجر الانسانية على الوجود ، التفاصيل التي اوردتها في القصة تثير مخيلة المتلقي ، وتجعله يعيشها بدقة ، وتحركه نفسيا ايضا ، فقد اجدت التلاعب بعنصري الزمن والمكان ، كما احجدت التلاعب بعنصري التكوين الانساني الروح والجسد ، وما اوقفني في النص ، هو سهولة انقيادها ، وتراخي انقياده الى ما الاغراء ، فكأنك هنا تؤثث لحالة تتكرر في مجتمعاتنا ، والنهايات دائما تكون غير محمودة .

    دم بخير
    محبتي
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    مغلق ..

    العنوان يوحي بالكثير ..
    قصة رسمت صورة واقع اجتماعي طبقي بوضوح ، وما يفصل بين تلك الطبقتين شارع أومنحنى أو مزلقان ..
    وما بين مغلق الأولى ومغلق الثانية هو نفس الفاصل ..

    الشاعر الألق علاء عيسى ..
    عرفتك شاعرا متألقا ، وهنا أنت قاص بارع ، استطعت أن تمسك بخيوط القص بإحكام ، ليأتي السرد متماسكا شيقا ، بلغة حكائية جميلة ، ووصف دقيق أحسست من خلاله أني أتابع لقطة سينمائية ..

    تقبل مروري المتواضع ..
    تحيتي وكل الود .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  5. #5
    الصورة الرمزية شيماء وفا قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    العمر : 42
    المشاركات : 1,347
    المواضيع : 20
    الردود : 1347
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    أكثر من رائعه حقا فهى واقعيه
    تجسيد لمرارة فراق الحبيب لضيق ذا اليدوتطلع الاسر محدودة الدخل
    الى الارتقاء حتى لو ...........
    وأحييك حقا على العنوان " مغلق "
    فاغلاق البدايه يشبه اغلاق النهايه ف اللفظ فقط
    مع الاختلاف فيما سيتم اغلاقه
    فاغلاق الشركه يختلف عن اغلاق.............
    تقبل رايي المتواضع في رائعتك
    احيك على قصتك الرائعه
    دمت بخير
    أستاذى

  6. #6
    الصورة الرمزية علاء عيسى قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 1,651
    المواضيع : 95
    الردود : 1651
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    تنبيه برجاء من المشرف على الصفحة التعديل إن أمكن والشكر من قبل ومن بعد
    تحياتى
    ":
    - " و فتاة الطعام " ... فتات ...
    - " يجلس كلا منهما على مكتبه " ...كل ...
    - " أن الطريف لم ينتهي بعد ." ...لم ينته "

  7. #7
    الصورة الرمزية علاء عيسى قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 1,651
    المواضيع : 95
    الردود : 1651
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عيسى مشاهدة المشاركة
    تنبيه برجاء من المشرف على الصفحة التعديل إن أمكن والشكر من قبل ومن بعد
    تحياتى
    ":
    - " و فتاة الطعام " ... فتات ...
    - " يجلس كلا منهما على مكتبه " ...كل ...
    - " أن الطريف لم ينتهي بعد ." ...لم ينته "
    شكرا للإشراف الكريم
    على سرعة استجابته

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,609
    المواضيع : 421
    الردود : 3609
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    مهارة قصصيه واقعيه ورائعه
    و دون الخوض بتفاصيل ومنطقة الحدث:
    سلم القلم
    فرسان الثقافة

  9. #9
    الصورة الرمزية علاء عيسى قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 1,651
    المواضيع : 95
    الردود : 1651
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوديما مشاهدة المشاركة
    جميل جدا استاذ علاء عيسي
    نسأل الله ان يديم عليك نعمه وعافيته
    الفاضل" أبو ديما "
    سعدت بزيارتك
    وكنت أتمنى أن أسعد بقراءتك
    تحياتى
    وأنتظر تعليقك الذى أرانى سأستفيد منه بالتأكيد

  10. #10
    الصورة الرمزية علاء عيسى قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 1,651
    المواضيع : 95
    الردود : 1651
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    العزيز علاء..
    اهلا بك في القصة ايضا ...
    تنهل القصة مادتها الخامة ، من العمين اليومي للحياة ، وتفرض علينا طابعا بدا لي وكأنه يتشارك فيه اغلب المجتمعات ، من حيث الفوارق والطبقية التي غدت سمة الحاضر ، ولن من الوان القيدم المنبثق منذ انبثاق فجر الانسانية على الوجود ، التفاصيل التي اوردتها في القصة تثير مخيلة المتلقي ، وتجعله يعيشها بدقة ، وتحركه نفسيا ايضا ، فقد اجدت التلاعب بعنصري الزمن والمكان ، كما احجدت التلاعب بعنصري التكوين الانساني الروح والجسد ، وما اوقفني في النص ، هو سهولة انقيادها ، وتراخي انقياده الى ما الاغراء ، فكأنك هنا تؤثث لحالة تتكرر في مجتمعاتنا ، والنهايات دائما تكون غير محمودة .
    دم بخير
    محبتي
    جوتيار
    الغالى
    العزيز
    صديقنا المبجل
    " جو"
    لقراءتك
    طعم خاص
    لا تختلف
    عن مواضيعك
    سعدت بك جدا جدا
    ولكن ياعزيزى
    بالنسبة لسولة انقيادها
    هى بالنسبة لها تعتبر ذلك نجاح
    أنها هى التى قادت المسيرة
    تحياتى
    وشاكر لك

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مغلقٌ هُو الطَريقُ إلاّ مِنْ إلَـه ,!
    بواسطة عبدالله مصالحة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 18-07-2007, 12:50 PM