ابدأ بنفسك لتنصر غزة

إن الأمم تعرض لها عوارض ، وهي من سنن الله في الخلق ، وله - جل وعلا - حكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها .

الحصيف في هذه الدنيا شرعا وعقلا من عُني بذات نفسه وحاسبها حسابا منصفا مدققا ، ثم بأهله خاصة ، ثم بأقربائه وجيرانه وأصدقائه ... ، لقد توالت على أمتنا نكبات ، وما انتقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى إلا أشدها وأنكاها على المسلمين ، ولكن الآل الأطهار والصحابة الكرام أحسنوا عزاء الأمة جمعاء إلى يوم القيامة بمصابهم الجلل حين تعاضدوا وتآلفوا وتناصروا ، فيا أحبتي الكرام تعاضدوا وتآلفوا وتناصروا نية وعملا .

ابدأ بنفسك ، وادعُ لأخيك بخير ، نعم ابدأ بنفسك ، اجعلها شعارك لهذا العام الهجري الجديد ، وليكن لك في كل يوم منه خطوة إلى الأمام ، إياك أن تحتقر عملا من أعمال الخير حين ترى مصارع الشهداء في غزة ، بل إنك على ثغر من ثغور الجهاد إن كنت نعم القدوة في بر الوالدين لأبنائك وإخوانك وجيرانك .

نعم ابدأ بنفسك ، كن قويا في دينك ، فاقرأ وناقش وقارن ، ولا ترض بأقل من اليقين ، ثم عود طلابك على ذلك .
كن قويا في بدنك ، ودع الكسل والفتور والخمول ، واحرص على أن تعلم أولادك وإخوانك السباحة والرماية وركوب الخيل ...
كن مسلما رجلا ، كن شامخا ذا أنفة صدَّاعا بالحق بجنان حديد ولسان لين ، كن صادقا وفيا نقيا عفا شهما ...

ابدأ بنفسك ، وأياك أن تحتقر عملا حتى وإن كان الإقلاع عن التدخين نصرة لغزة ، أليس هو متلفا لبدنك ومالك وقوةَ لاقتصاد أمريكا وأنت تلثمه صباح مساء ؟!

إن كنت طالبا ، فلا ترض بما دون ( الإمتياز ) ، وإن كنت باحثا ، فأتقن عملك وكن أمينا في نقلك ، دقيقا في تحقيقك ، متلافا في إعمال الفكر ...

كن مقتصدا كريما ، ولا تكن عالة على أحد وإن كان شقيقك ، ابدأ بنفسك ، لتحفظ ماء وجهك وكرامة زوجك وأبنائك من بعدك ...

اجعل القرآن إمامك وقانونك ودستورك ، وابدأ بنفسك ، فلا تحارب الله ورسوله بالربا وأنت تطلبه النصر لغزة ؟!

ابدأ بنفسك ، ابدأ بنفسك ، ابدأ بنفسك ، لا تقل الأمة الأمة الأمة ، منذ الساعة ، احضر ورقة ، بل اكتب في مستقر الذاكرة مشروعا وخطة لعمل عملي تقوم به وتنجز منه مرحلة كل يوم / أسبوع / شهر ، فلا ينقضي العام إلا و قد أينع وأثمر أو على وشك أن يكون كذلك ، إن فعلت ذلك أنت ، فقد نصرت غزة ، وساعتئذ سيكون لنا حال آخر ليس كحالنا الآن ، والله المستعان .

***
هي كلمات مرتجلة أسأل الله أن ينفع بها ، وأن يجعلها حجة لي ولكم لا علي يوم أوارى الثرى

بل هو ذاك بالفعل أخانا الكريم أحمد الرشيدي , فكلنا مشاركون في تدهور حال الأمة من بعيد أو من قريب .
و إني لأذكر هنا قصة في هذا الباب و سأحاول إختصارها قدر الإمكان لعلها تكون سندا في هذا الطرح الثمين

فقد حز في نفس أحدهم حال مجتمعه و إلى ما آل إليه فقرر أن يصلح حاله و قال في نفسه أبدأ بمدينتي و لكنه بعد حين تراجع فرأى أنها أكبر من أن يصلح حالها فاستقر به الرأي بإصلاح الحي الذي يسكن فيه و لكن بعد فترة عاد ليستقر على الشارع فقط و لكنه رأى أنه أكبر كذلك من أن يستطيع التأثير عليه فقال أصلح من حال بيتي و مضى في عمله و لكنه أخيرا وقف على يقين و هو أن يصلح نفسه أولا فيتأثر به أخوه و يقتدي به و بعدها جيرانه و هكذا تنتشر الهداية و الصلاح لتشمل المجتمع كله .

نعم لا بد لكل واحد منا أن يبدأ بإصلاح نفسه أولا و الإقتداء برسوله صلى الله عليه و سلم مخلصا مثابرا في ذلك و بذلك يمكنه أن يطالب بالأمة التي فضلها الله و جعلها خير أمة أخرجت للناس .

بارك الله فيك و في فكرك و قلمك .

بل هو ذاك بالفعل أخانا الكريم أحمد الرشيدي , فكلنا مشاركون في تدهور حال الأمة من بعيد أو من قريب .
و إني لأذكر هنا قصة في هذا الباب و سأحاول إختصارها قدر الإمكان لعلها تكون سندا في هذا الطرح الثمين

فقد حز في نفس أحدهم حال مجتمعه و إلى ما آل إليه فقرر أن يصلح حاله و قال في نفسه أبدأ بمدينتي و لكنه بعد حين تراجع فرأى أنها أكبر من أن يصلح حالها فاستقر به الرأي بإصلاح الحي الذي يسكن فيه و لكن بعد فترة عاد ليستقر على الشارع فقط و لكنه رأى أنه أكبر كذلك من أن يستطيع التأثير عليه فقال أصلح من حال بيتي و مضى في عمله و لكنه أخيرا وقف على يقين و هو أن يصلح نفسه أولا فيتأثر به أخوه و يقتدي به و بعدها جيرانه و هكذا تنتشر الهداية و الصلاح لتشمل المجتمع كله .

نعم لا بد لكل واحد منا أن يبدأ بإصلاح نفسه أولا و الإقتداء برسوله صلى الله عليه و سلم مخلصا مثابرا في ذلك و بذلك يمكنه أن يطالب بالأمة التي فضلها الله و جعلها خير أمة أخرجت للناس .

بارك الله فيك و في فكرك و قلمك .

أخي الأستاذ الأديب هشام عزاس حفظه الله

يقول المثل : درهم وقاية خير من قنطار علاج ، وهو يصدق على الأمم صدقه على الأفراد ، فاليتنا نحصن أنفسنا لكي تكون أمتنا قوية منيعة .

إن النواح لا يجدي نفعا اللهم تنفيسا لألم عاجز ... إن العمل العمل وحده هو الحل ، عمل أسه نية خالصة صادقة ، وآليته الاتباع والإتقان والصبر .

هذا وإن للشيطان مداخل عديدة على المسلمين في زماننا هذا ، فربما جعلهم يكتفون - هذا إن فعلوا - بمقاطعة المنتجات الدنماركية ، والخمور تباع بين ظهرانيهم ! وهذا لعمر الله فهم أعوج وفقه أعور ، وليُعلم بأن ليس هناك أضر على الأمة من فكر متشائم محبط ، الأمة بخير وعلى خير وإلى خير ، ولكن العمل العمل .

عظيم تقديري وصادق دعواتي

هذا كلام حصيف يستنار به أخي الأديب الكريم أحمد.

النصر حقيقة لا يكون أمرا طارئا على قوم لا يعرفهم ولا يعرفونه فقد انتهى عصر المعجزات. إنما النصر نابع من نفوس تستحقه وأياد تعمل له وهمم تتحمل مهوره.

أشكر لك هذه الرؤية والتيلو وجدت الوقت لأشرت للكثير من مواطن أهميتها وانسجامها مع مشروع الواحة الأساسي "إعادة الصياغة".


مهما يكن من أمر فإن الأمر يحتاج إلى مجموعة من الإطروحات الفكرية والعملية تناسب المرحلة الراهنة بشكل عاجل ، وتناسب متطلبات نتائجها بشكل شامل. وسيكون لي طرح لمشروع كبير ومهم أعرضه على الأمة قريبا وأرجو أن يكون فيه ما يوافقك.



تحياتي