كنت أنوي متابعة كتابة مذكراتي، ولكنني اليوم أشعر بالحزن الشديد الذي امتص ألمي من عذابي الذي عانيته سابقًا من ظلم واضطهاد خالتي زوجة أبي لي، وابتعاد والدتي عني.
أحداث الاعتداء الصهيوني على مدينة الرباط غزة جعلني أولد من جديد بألم أزال آثار آلامي السابقة وأنا أرى الأرض تشتعل بأهلها، والصواريخ تتساقط فوق البيوت، فتنهار البيوت فوق رؤوس ساكنيها وتحرقهم، مشاهد رهيبة جعلت النوم يفارق عيني، والدموع تتدفق منهما سخية ، ياالله ماأشد قسوة الصهاينة، لم يرحموا طفلا ولاامرأة ولاشيخا، كان أبي يدعوني وهدى، لمشاهدة مايعرض على شاشات الفضائيات من آثار الدمار، وما تخلفه آلة الحرب الصهيونية من حرائق تلتهم الأخضر واليابس، ما أفظع مانراه، لقد حُفِرتْ صور جثث الشهداء المشوهة في عقلي، ولن تجد لها منفذا للنسيان، قال والدي إن إسرائيل تقصف السكان العزل من السلاح بالقنابل الفوسفورية التي تذيب اللحم، وتقضي على المصابين بها، وهذه القنابل محرمة دوليًا، ولكن الكيان الصهيوني لايلتزم بأي اتفاقية دولية فيضرب بعرض الحائط مالايراه في مصلحته، إجرام تقشعر له الأبدان، أطفال حرقت أجسادهم، لم تعد تظهر ملامح وجوههم، منهم الرُّضع ومنهم مافوق ذلك ، وهناك من قطعت أرجلهم وحفرت ظهورهم ومنهم من ذابت عيونهم، قال أبي أن كل من قتله الصهاينة هم شهداء، وسيدخلون الجنة بإذن الله، فدعوتُ لهم بالرحمة ولأهلهم بالصبر، وعاهدت أبي على ألا أنسى ماحدث لغزة في عام الحرق هذا، سأحكي لأولادي عن هذا الإجرام الفظيع، وعن صمود أهلنا العظيم في غزة رغم اشتداد الحقد الصهيوني عليهم قصفا بالطائرات والدبابات والسفن الحربية، احتفظت بصور كثيرة من صور الحرب البغيضة، أدعو الله أن ينتقم لكل الشهداء من أعدائهم الظالمين، ولكن أكثر ماآلمني هو الحصار الذي ضرب على غزة فكان الكثير من الجرحى يموتون لعدم توفر المستشفيات والعلاج اللازم لهم، إضافة إلى قلة المواد الغذائية والماء وانقطاع التيار الكهربائي، سألت نفسي عما سيفعله في المستقبل من عاش هذه المأساة، ومن فقد عائلته وبيته .