ومَا عادَ شيءٌ يُقَال
وَمَا عَادَ شَّيءٌ يُقََالْ
بَعْدَ انْهِيارِ صُرُوحِ الآمَالْ
فَقَدْ تَأَخَّرْتَ كَثِيرًَا كثيرًا
حَتَّى اسْتَكَانَ الجُرْحُ ونَامْ
ورَعَفَ الهَدِيلُ فِي حَلْقِ الحَمَامْ
وَطَابَ جَفْنُ اللَّيلِ المُقرََّحْ
وَغَفَي قَلْبُ النَّجْمِ المُسَّهَد
وَهَدَأَ رَّعْشُ لََهِيبِ الوَجَعْ... وَقَرَّ المَّاءُ فِي جَوْفِ الدِّلالِِ
وَمَا عَادَ شَّيءٌ يُقََالْ
لمَاذَا الكََلام.. لمَاذَا العِتَاب؟؟
وفِّرْ عَلَينَا الآلامَ وعُقمَ الجِدَالْ
بِِرَبكَ لا تنْقرْ طُبُولَ العَذابْ
لا تُوقِظْ نَارًا تَحْتَ الرمَادْ
بِمَاذا يُفيدُكَ نَبْشُ الجرَاحْ؟؟
أيَشقُ الدمْعُ نهْرًا تحَجَّرْ؟
أو تُحْيي القَطْرَةُ نبْتًا تَيَبَّسْ؟
بمَاذا يُفيدُ الذَّبحَ القتيلُ... ومَاذَا يُفيدُ العَينُ لَفْحَ الرَّمَالِ؟
يَا مَلاكِي!
أنَا فِي العِشقِ سَيفٌ
فِي الوَصلِ:
يَطعَنُ في القَلبِ دِلًا
يَنفَذُ فِي الصدرِ عَبَقًا
يَمضِي فِي العَينِ غَنَجًا
ويَقطَعُ فِي الجرحِ هَجرًا.. كما شقَّ فِي وَقتَ الدَّلالِ
َمَا عَادَ شَّيءٌ يُقََالْ
أَرَاكَ تَعْجَبْ!.. فلمَ العَجَبْ؟؟
تَحَرشتَ باللبؤةِ في جُرحِها
وَبَدأتَ أنتَ النزَالْ
الآن تَعْجَبْ؟؟
أحَسِبتَ أنِّي أرْتَضِي مِنْكَ البَقايَا
أَو استجْدَاءِ الهَطلِ منْ فَمِ الجَفَافْ
أخلْتَني أَرْضَى الدنيةَ في هَوَايا
أوْ أسْلمُ للفجورِ.. يدُ العَفَافْ
أَو أقبَلُ فِي جَوَانا شائبةً, أتظنَنِي أرْضَى لَنَا غَيرَ الكَمَالِ؟
تَغنَّيتُ فِيكَ فقلتُ:
أَميرُ العشْقِ, سَفيرُ الرقةِِ ومَلكُ الحَنَان
ورَعشَةُ نَبضٍِ بيْنَ الحَنَايا
وخَفقةُ عِطرٍ لزَهْرِ جِنانِي
وقلتُ.. وقلْتُ وقلتْ..
أكل مَا قلتُه عَبثًا كَانَ ومَحْضَ افْترَاء
أنْقلَبَ الهَمسُ صُرَاخًا... أمْ كَانَ شَدوِي فِيكَ ضَلالًا فِي ضَلالِ؟
أنانِي..
لمَاذا اخْتبَأتَ خلْفَ غرورَِكَ
وخلفْتَنِي وَحدِي أعَانِي ؟؟
أكَانَ عَظيمًا عَليكَ احتوَائِي
وهَدْهَدْة جرْحِي وتَرْتيق دَائِي؟؟
أكَانَتْ قَرصةٌ في القَلبِ جُرمًا
أم كَانَ وَقْفُكَ لنزْفي إِثْمًا؟؟
أو ربمَا احْتضَانُ روحِي... أمسَى ثقيلًا كَنقْلِ الجبَالِ!
ألسْتُ الصغِيرَة ؟؟
إنْ أرَادتْ أنْ تلْهو فموْضِعُ قُعودِها الحِجْرُ
وإنْ ارْتَعَش مِنها الجَفْن بُسطَ لرأْسِها النَّحْرُ
ألستُ الصغيرَة؟؟
تلكَ منْ أهديتَهَا الرُّوحَ دمْيةً
وفرَشْتَ لََهَا شِغَافَ القلبِ مُطْيَة
وأعدَدتَ لهِا منْ ضُلوعِ الصَّدْر مُتكئًا
وقلتَ هَيْتَ لكِ : الزَّغَبَ والخَفَق
وفي رِضَاكِ الحَياة.. وفي عَينيكِ أنتِ يصيرُ مَآلي.
ابقَ كمَا أنتَ بَعَيدًا
مَا دمْتَ احْتَمَلتَ فِراقِي !
ورفْرفْ سَعَيدًا
لو تسْتَطِعْ الشهِيقَ بدونَ عِناقِي
وأنَا...
لنْ أصُّكَ خَلفكَ وَجْهِي.. أبدًا ولَن أشقَّ مِني جَيبًا
لكنِّي:
قدْ أرَاوغُ فِي العَينِِ دَمعِي
وأطلق شَبحَ ابْتسامٍ بجَانبِ ثَغْري
فما ارْتضَيتُ في وصْلكَ نَقْصًا
لأرْضَى اليَوْم في هَجْرِكَ عَيْبًا... أو أرْتَضِي فِي غَيرِ عَينيْكَ ارْتحَالي.
ارْحَل...يا رَجلًا حُلْوَ الخِصَالِ
لَكن مُكَابِر وطفلٌ عَنيدْ
ارْحَل.. يَا شَهْدًا سَرَى في كَياني
رَجفَةَ ضوْءٍ وأُغنيَة عِيدْ
ارْحَل
فبَعدَ مَا قِيل َمَا عَادَ شَّيءٌ يُقََالْ
وبَعدَ انْطفَاءِ التفَهُمْ.. يَمُوتُ الوِصَالْ
ارْحَل
لمْلمْ ذِكْرَيَاتي وعُنْقودَ عِشْقِي المُنْفرِطْ
وأَحْكمْ قيدَ صُرتكْ
أو فكَ القيدَ مِني فِيكَ ومِنْهَا
حَررْها وبَعثرْنَا منْ قبْضتك
شَمَالًا جَنَوبًا.. وشَرْقًا وغَرْبًا..
وبَحْرًا وجَوًا وبَرًا... بَينَ السُّهُولِ وفَوْقَ التِّلالِ .