أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: رســالـة أخـويـة

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    العمر : 35
    المشاركات : 12
    المواضيع : 2
    الردود : 12
    المعدل اليومي : 0.00

    رســالـة أخـويـة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إله لا حمدتُ سواكَ ، و لا شكرتُ غيرك ، أنت واهب النعم ، نزل الشكرُ و الحمدُ
    على قلبي فاطمأننتُ به و جرى الثناءُ و العرفانُ على فمي فطاب نَفَسِي به .
    ....
    قلَّبتُ عينيَّ في الحياة فلم أرَ ربيعاً ، و فتحتُ قلبي لأسرار الحياةِ فأبصرت جمالاً بديعاً
    فوقفتُ أُنادي الحياةَ أن اقبلِ فقالت : تحيى وحيداً و تموتُ وحيداً ، فرضيتُ بهذا
    وقنعتُ به و أدرجتُ قدمي على جبل الرضا فملكتُ الحياةَ جميعاً .
    إنّ الحياةَ لمعركة و قد هُزِمَ من كان فرداً في ساحة المعترك ، إنّني عندما أردتُ الخوضَ
    في معترك الحياةِ تذكّرتُ قول الحبيب صلى الله عليه و سلم :
    (( يُحشر المرءُ مع من أحبّ )) .
    فتبصرتُ في الناس فرأيتهم طبقات و أعلى هذة الطبقات هم الصالحون
    فاخترتهم لنفسي أخلاّء و من سواهم لأمور المعايشة .
    أحبّ الصالحين و لست منهم لعلّي أن أنال بهم شفاعة
    ....
    كم دمعةٍ أحْيتْ قلوباً و تسلّتْ بها نفوسٌ ، فعيوننا أفكارنا و عبراتنا ثباتٌ على المبدأ
    أمّا قلوبنا ... فأهديناها بالحب إلى غير محب ففقدنا أعزّ ما نملك .
    إنّنا بحاجة إلى أن نحب و لكن لا نغلو و أن نعشق و لكن بتعفُّف
    و أن لا تطغى على لسان أيامنا أبجديّات الحب
    فكم محبّ يعيش بين الذكرى و النسيان و محبّ يتيهُ بين الوصل و الحرمان .
    حبٌّ يُسْعد في الاسم ... يُشْقي في الرسم
    جمالٌ في الصورة ... غموضٌ في الحقيقة .
    ....
    إنّ أيّ حبّ لم يكن شعاره ( حبٌّ في الله ) فهو سرابٌ لا يزيدك إلا ظمأً و إن بدت لك وجوههم
    سعيدة أو تظاهرت بذلك لأنّ حركاتهم و سكناتهم تُوحي إليك بشقاوتهم و تعاستهم .
    قالوا : لكلّ فؤادٍ نزعةَ حبّ عذريةً تفيضُ بعذب الهوى و نميره
    و لو اطّلع الناس على قلوب القساة و الجلفة لوجدوا فيها أنهاراً متدفّقةً من الحب و الرحمة
    و إنّي أحملُ رايةً بيضاء لبيض القلوب أن تتوجّه بالحب إلى أصدق الحبّ و أبقاه و أبقى الحبّ و أوفاه إلى ..
    أشـواقنـا نحـو الحـجاز تـطـلـّعـت كحنين مغتربٍ إلى الأوطانِ
    إنّ الطيور و إن قصصْتَ جناحها تسمو بهـمّـتها إلى الطيرانِ
    ....
    إنّني أرى المقنع الكندي الفيلسوف العربي قد بيّن شيئاً أو إن شئتَ فقل منهاجاً للمتحابين حيث قال :
    و كن معدناً للحلم واصفح عن الأذى فـإنّك راءٍ مـا علـمتَ و سـامـعُ
    و أحْـبـبْ إذا أحـبـبتَ حبًّـا مقـاربـاً فـإنّك لا تـدري مـتـى أنت نـازعُ
    و أبْـغـضْ إذا أبـغــضـتَ غـير مـبـاعـدٍ فـإنّك لا تدري متى أنت راجـعُ

    إنّ المودّة و الأُلْفة تولّد قوةً في القلب و القوة سبب الأيمان ، فأيّ شيءٍ أحْببْته فإنّ هناك دافع لحبّه
    كحبّك للصالحين فإنّ دافعك لمحبّتهم سواءً علمتَ أم لم تعلم و هو أنّك تريد أن تكون مثلهم في كلّ شيء .
    ....
    قال تعالى : ( الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلا المتّقين ) و قال صلى الله عليه و سلم :
    (( الأرواح جنودٌ مجنّدة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ))
    و قال صلى الله عليه و سلم : (( إنّ روحَيْ المؤمِنَين ليلتقيان من مسيرة يوم ما رأى أحدهما صاحبه ))
    و في ذلك قال بعضهم :
    هـويـتـكـم بـالـسـمـع قـبـل لـقـائـكـم و سمع الفتى يهوى لعمري كطرفِهِ
    و خُبّرتُ عنـكم كلَّ جـودٍ و رفـعةٍ فلـمّا التقـيـنا كـنـتمُ فـوق و صـفـِهِ

    فما تحابّ اثنان في الله إلا كان أفضلهما عند الله أشدّهما حبًّا لصاحبه
    و ليس سرور يعدل لقاء الإخوان و ليس غمّ يعدل فراقهم ..
    أ بحبّ أحبابي أُلام لا و الذي خلق الأنام
    عينايَ بعد فراقهم ما ذاقتا طيب المنام

    و لا يزال غراب البين يطاردني و يذكّرني بحرقة الفراق و لهفة الشوق
    رغم أنّني أعلم أنّ الأجساد إن افترقت فإنّ الأرواح مؤلفة تتلاقى حيث تشاء
    فهي في اليقظة تتلاقى على روضة التذكار
    و في المنام تتلاقى على سفينة الأحلام
    و أنا أقول بيتين في هذا :
    جزا الله الفراق بكل خيرٍ فقد هزّ الحبيب إلى الحبيبِ
    و أمطرَ مزن الشوق حتى طفت نارٌ تأجّج في القلوبِ

    و إنّني لأعجبُ ممّن يكتم أشواقه و ينطوي على آهاته و يلتحفُ بالخجل
    أفٍّ له ما أحمقه يكابد هذا كلّه لخجله من أن يقول : أنا مشتاق ..
    و كأنه لم يسمع قول الشاب الظريف :
    لا تخفِ ما فعلت بك الأشواقُ واشرح هواك فكلّنا عشّاقُ

    الراية البيضاء التي تحملها بيض القلوب أبداً لا تنكسر
    فكلّما دخل السأم في قلوب المتحابين نازعتهم أرواحهم إلى توثيق علاقتهم و إلى مصالحة مع أحبابهم
    فإذا افترقوا زادت و هاجت أشواقهم
    و إذا اجتمعوا تألّقت محبّتهم و نبذوا عنهم المعاتبة لما مضى بينهم و لسان حالهم يقول ما قاله ...
    بهاء الدين زهير في دعوة للمصالحة بين الأحباب :
    مــن الــيــوم تــعــارفـــنــا و نـطـوي مـا جـرى مــنّــا
    و لا كـــــان و لا صــــار و لا قــلـــتــم و لا قـلـــنــا
    و إن كـــــــان و لابــــــدُّ مـن العـتـب فـبـالحـسـنى
    فـقـد قـيـل لـنـا عـنـكـم كـمـا قـيــل لــكــم عــنّــا
    كـفـى مـا كـان مـن هـجـرٍ و قــد ذقـتـم و قــد ذقـنـا
    [/gasida]
    .....
    أحبّتي .. إنّ الحديث عن الأخوّة و المحبّة لذو شجون .
    و ما دعاني إلى هذا الحديث سوى أنّها كلمات نُقِشَتْ على صفحة قلبي
    فترجمتها على صفحة كتابي هذا بقلمي الذي لا يزال يرتجف ممّا نقله من كلماتٍ تهزّ القلوب
    من شدة شوقها لمن تحبّ .
    و أنا لن أتبدّل غيركم ، وسأظل راكباً مطية الوفاء على أرض المحبّة ...
    و في ختام هذة النبضات المشتاقة تذكّرتُ قصيدة أخويّة قد نظمتها منذ زمنٍ و لعلّي أذكر بعضها :
    يـا راحِـلُـونَ عـن الـدنـيـا و مـا فِـيـهـا قِـفُـوا و رُوْحِـي إِلِـيْـكُـمْ حَـثُّ حَـادِيـها
    لا تَـتْـرُكُـونِي وَحِـيْـداً في الزمـانِ و قَـدْ ضَـاقَ الفَـضَـاءُ بـنـا مِن حَيثُ نَبْـنِـيهـا
    هِــيَ المَـقَــادِيْــرُ شَــاءَتْ أَنْ تُـفَـرِّقُـنَـا الأُلْـفُ مُـصْبـِحُـهَا و البَيْنُ مُـمْـسِـيهـا
    تَـسْـعَى الأَخَـلاَّءُ لِّـلُـقْـيَا و مـا عَـلِمَـتْ أَنَّ المَــقَـادِيْــرَ تَـجْـرِي في مَــجَـارِيــهـا
    سَــارَتْ إلى الله مِـنْ شَــوْقٍ مَــوَدَّتُـهُـمْ و الـحُـبُّ في طَـاعَـةِ الـرحـمـنِ قَـاضِـيـها
    قَـوَافَـلاً في الـدُجَى و الـنَاسُ أَعْيُـنَهُمْ في لَـــذَّةِ الــنَـــوْمِ و الأَحْـــلاَمِ تُـلْـــهِـــيـهــا
    كَـانُـوا إذا الَّـلَـيْـلُ أَضْـوَاهُـمْ بنَجْـمَـتِهِ و الـنـفــسُ حَــنَّــتْ إلى الــرحمـنِ وَالِـيــهــا
    بَـاتُوا و هُـمْ سُـجَّدَاً و الـروحُ في سَكَـنٍ بَـيْــنَ الــرَجَــاءِ فَــلاَ خَـــوْفَــاً لِــرَاجِــيـهــا
    و العَـيْنُ مِـنْ خَشْـيَةٍ هَـزَّتْ لِعَـبْرَتِـهَا مِـنْ مَــوْتِ مَـدْمَــعِــهَـا رِمْــشَــاً لِـيُـبْـكِــيـهــا
    قَـدْ بِـتُّ أَذْكُرُهُـمْ و الشَـوْقُ يَعْـصِفُـنِي عَـصْـفـَاً كَـعَـــصْـفِ الـصَــبَا لِلـنَـارِ تُــذْكِــيـهـا
    لِـي إِخْـوَةٌ هِـبَـةُ الدُنْيَا و حَسْـنَتُـهَا فَــإِنْ نَــسَــتْـنِي فَــإِنِّــي لَــسْــتُ نَــاسِـيــهــا
    [/gasida]
    محبّكم / شـاكــر الـهـذلـي ..

  2. #2
    الصورة الرمزية حسنية تدركيت أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : طانطان
    المشاركات : 3,596
    المواضيع : 313
    الردود : 3596
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    جزاك الله خيرا وأكرمك رب العباد

    كلمات رائعة وموجهة للخير جعلها الله في ميزان الحسنات
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيhttps://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الجميل / الهذلـي

    مرحبا بك و بقلمكَ في الواحة الخضراء

    مرحبا بك أخا عزيزا نفتخر بأخوته و ناصحا أمينا نعتزُ برفقته .

    رسالة مطرزة بخيوط من نور , تحملُ في ثناياها الحب و تحثُّ عليه كمشروع للتآلف و الأخوة , لا غلو فيها و لا تقتير , تعترف بحق المشتاق , و بلوعة شوق المحبين .
    رسالة تحملُ عبقا خاصا يغلفُ حروفا قديرة , و مشاعرا بالاحترام جديرة .

    أتمنى لك طيب المقام بين أخوتكَ و أحبائك

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشــام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4

  5. #5
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    العمر : 35
    المشاركات : 12
    المواضيع : 2
    الردود : 12
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    شكراً لكم جميعاً ..
    على المرور و الإطراء ..

    محبكم / شاكر الهذلي
    مكة المكرمة