أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: صمت ٌ طفولي ٌّ...

  1. #1
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,610
    المواضيع : 421
    الردود : 3610
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي صمت ٌ طفولي ٌّ...

    صمت ٌ طفولي ٌّ...
    *********
    -مائة َمرة ٍ قلت لك ياأبو علي لاتستمع للأخبارِ مساءً بحضور ِالأولاد, فهناك أمور لانستطيع تفسيرها لهم..ربما فيما بعد..
    نرى دماءً وعراكاً وقتل لاقتال, فقد باتت موضة العصر للأسف يا أبو علي , وبلغ الإنسان في سعية لمصالحه الأثيرة شأوا مخجلا,
    إني أعجز الآن عن تفسيرذلك لهم..أرجوك للمرة الألف..طاوعني واسمعني ولو لمرة ٍواحدة ٍفقط..
    -يا امرأة يجب أن يفهم الطفل مايجري من حوله بقدر ٍ ما ,طبعا مع حرصنا على أن نحمه من البوح في الأماكن العامة على ألا يتفوه بأمور توقعنا جميعا بالتهلكة..ننبههه وكفى.
    -أنت تطلب المستحيل , فالطفل بريئ لدرجة يكون فيها حاضراً في كل المواقف..سوف تندم على كل هذا يا أبو علي..سوف تندم.
    وسوف يأتي يوم الذي سنحتاج فيه لإعادة تأهيل أطفالنا الصغار نفسياً , رغم بعدهم عن الأحداث!.
    لقد تركَنا الاستعمار الفرنسي 67 سنة لنتدبر أمورنا وحدنا ,فأنجبنا عقما على عقم وتأخرنا أكثر مما كنا فيه متأخرين...
    يبدو أننا نحن الأطفال الحقيقيون...نعم نحن.
    *******
    هكذا في كل مرة...
    نخرج من حوارنا وجدلنا العقيم بلا حلٍ ولا قرار, .. ولاعتبة مشتركة تخمد نارنا المتأججة في نفوسنا اللاهبة , من وراء الأحداث المتراكمة من حولنا ,.وشعور العجز يطوقنا برسنه الحارق..
    كنت أجمع أولادي وأصرف انتباههم لأمور أخرى , كانت أهم بنظري الخاص , حتى ينتهي والدهم من متابعة الأخبار والتحليل الإخباري وو..وربما ناموا خلال ذلك فأراحوا واستراحوا.
    فاجئوني يومها بتمثيلية حركوها أمامي ..بطلاقة..
    أدهشوني جدا..جدا
    كانوا يمسكون بعصا وكأنها أسلحة ويطلقون نارا ًوهمية على أنفسهم:
    -ياخائن البلاد بثوب حمل..
    -يا سارق الخزينة..
    -يا قاتل الأطفال...
    -يا صاحب الشعارات التي بقيت بلا تنفيذ طويلا..
    كلهم ماتوا حسب زعمهم وبقيت الراية وحدها ترفرف..
    خرجت جودي الصغيرة ذات الخمسة أعوام حينها على غفلة منا ومن بيننا ..
    تابعت وأكملت كل شيئ وكالعادة وضعت يدها على فمها لدى رؤيتها للأطفال القتلى..واعتكفت في غرفتها..
    غرغرت بدموعها..واستمتعت ككل يوم بوحدتها..
    عندما هرعت إليها و سألتها :
    -ما الذي جرى؟؟؟...مابك؟.
    ..سقطت دموعها رغما عنها ,فمسحتها بكبرياء ٍ وقالت لي:
    - لاشيئ أبدا أطفال يتشاجرون...
    ريمه الخاني 6-7-2012
    فرسان الثقافة

  2. #2
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمة الخاني مشاهدة المشاركة
    صمت ٌ طفولي ٌّ...
    *********
    -مائة َمرة ٍ قلت لك ياأبو علي لاتستمع للأخبارِ مساءً بحضور ِالأولاد, فهناك أمور لانستطيع تفسيرها لهم..ربما فيما بعد..
    نرى دماءً وعراكاً وقتل لاقتال, فقد باتت موضة العصر للأسف يا أبو علي , وبلغ الإنسان في سعية لمصالحه الأثيرة شأوا مخجلا,
    إني أعجز الآن عن تفسيرذلك لهم..أرجوك للمرة الألف..طاوعني واسمعني ولو لمرة ٍواحدة ٍفقط..
    -يا امرأة يجب أن يفهم الطفل مايجري من حوله بقدر ٍ ما ,طبعا مع حرصنا على أن نحمه من البوح في الأماكن العامة على ألا يتفوه بأمور توقعنا جميعا بالتهلكة..ننبههه وكفى.
    -أنت تطلب المستحيل , فالطفل بريئ لدرجة يكون فيها حاضراً في كل المواقف..سوف تندم على كل هذا يا أبو علي..سوف تندم.
    وسوف يأتي يوم الذي سنحتاج فيه لإعادة تأهيل أطفالنا الصغار نفسياً , رغم بعدهم عن الأحداث!.
    لقد تركَنا الاستعمار الفرنسي 67 سنة لنتدبر أمورنا وحدنا ,فأنجبنا عقما على عقم وتأخرنا أكثر مما كنا فيه متأخرين...
    يبدو أننا نحن الأطفال الحقيقيون...نعم نحن.
    *******
    هكذا في كل مرة...
    نخرج من حوارنا وجدلنا العقيم بلا حلٍ ولا قرار, .. ولاعتبة مشتركة تخمد نارنا المتأججة في نفوسنا اللاهبة , من وراء الأحداث المتراكمة من حولنا ,.وشعور العجز يطوقنا برسنه الحارق..
    كنت أجمع أولادي وأصرف انتباههم لأمور أخرى , كانت أهم بنظري الخاص , حتى ينتهي والدهم من متابعة الأخبار والتحليل الإخباري وو..وربما ناموا خلال ذلك فأراحوا واستراحوا.
    فاجئوني يومها بتمثيلية حركوها أمامي ..بطلاقة..
    أدهشوني جدا..جدا
    كانوا يمسكون بعصا وكأنها أسلحة ويطلقون نارا ًوهمية على أنفسهم:
    -ياخائن البلاد بثوب حمل..
    -يا سارق الخزينة..
    -يا قاتل الأطفال...
    -يا صاحب الشعارات التي بقيت بلا تنفيذ طويلا..
    كلهم ماتوا حسب زعمهم وبقيت الراية وحدها ترفرف..
    خرجت جودي الصغيرة ذات الخمسة أعوام حينها على غفلة منا ومن بيننا ..
    تابعت وأكملت كل شيئ وكالعادة وضعت يدها على فمها لدى رؤيتها للأطفال القتلى..واعتكفت في غرفتها..
    غرغرت بدموعها..واستمتعت ككل يوم بوحدتها..
    عندما هرعت إليها و سألتها :
    -ما الذي جرى؟؟؟...مابك؟.
    ..سقطت دموعها رغما عنها ,فمسحتها بكبرياء ٍ وقالت لي:
    - لاشيئ أبدا أطفال يتشاجرون...
    ريمه الخاني 6-7-2012
    -------------
    أختي الفاضلة ، الأديبة ريما
    أسعد الله أوقاتك
    هذه السحابة السوداء ستنقشع عن زرقة سماء شاميّة باهية ، وسيُرفع البلاء ، وتُكشَفُ الغمة ..بإذن الله
    هكذا يقول التاريخ في دروسه القديمة الجديدة ، وهكذا تقول عاقبة من يُحارب الله ..
    وستبقى جروح ، وصور ، وأصوات ، وخيالات ... إلى حين ..لاشك في ذلك
    ونصّك الباهي تصويرٌ ، وإرهاصٌ نفسيّ نسأل الله العفو والعافية فيه .
    رأيتُ أ الحوار بعيد قليلاً عن الواقعيّة ، يحتاج ربما إلى تعديل بسيط في مستواه الفكري ليُقنع القارئ أكثر .
    صحيح أن النص لم يشر إلى المستوى التحصيلي للزوجين ، لكن القارئ يشعر - ربما من التسمية - أنهما
    مواطنان عاديان ، ولذلك جاء الحوار بفكرأكبر منهما ! لقد كانا يتكلمان بعقل الكاتبة التي نسيت أن تختيئ وراء
    حوار بسيط لشخصين عاديين
    نرى دماء وعراكاً وقتل لا قتال = وقتلاً لا قتالاً
    يا أبو عليّ = يا أبا علي ، إلاّ أن يوضع الاسم بين تنصيصين على الرواية يا " أبو علي "
    سوف يأتي يوم الذي = اليوم الذي
    فاجئوني = فاجؤوني
    تحياتي وتقديري
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,610
    المواضيع : 421
    الردود : 3610
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    السلام عليكم
    منذ زمن لم أر هدير قلمك أستاذنا الكبير:
    بالنسبة لـ"ابو علي" أظنك على حق أما البقية فهي زلات طباعية .
    الأخيرة هناك خلاف حولها بين الطريقة النحوية في مصر ومدرسة الشام النحوية وكنت أفردت لها موضوعا لم ينشر هنا أغرقناه بحثا وسؤالا وجمعنا الآراء حوله في موضوع.
    بالنسبة للحوار وخاصة فقرة ذكر الاستعمار الفرنسي , فيمكننا تغييره للأبسط.
    وأعود لأقول لك:
    آآآآآآآمين.
    دمتم نبراسا رائعا.
    الف تحية.

  4. #4
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    كانوا يمسكون بعصا وكأنها أسلحة ويطلقون نارا ًوهمية على أنفسهم:
    -ياخائن البلاد بثوب حمل..
    -يا سارق الخزينة..
    -يا قاتل الأطفال...
    -يا صاحب الشعارات التي بقيت بلا تنفيذ طويلا..

    كلهم ماتوا حسب زعمهم وبقيت الراية وحدها ترفرف..
    الظّروف المأساويّة والظّلم يسلبان براءة حياة الطّفولة، ويجعلان من الأطفال رجالا قبل الأوان
    جميلة الفكرة رغم سيطرة الواقع المرّ على الأحداث
    بوركت
    تقديري وتحيّتي
    (همسة: أن نحميه - ننبهه - بريء - شيء )

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.90

    افتراضي

    كلهم ماتوا حسب زعمهم وبقيت الراية وحدها ترفرف..


    السلام عليكم
    قصة جميلة ومؤثرة وهادفة صديقتي ريمة
    لعب الأطفال دائما تعكس واقعهم وما يشاهدوه ويحسوه
    اطفال فلسطين في لبنان جميعا منذ زمن طويل يلعبون لعبة الحرب هذة,, ويغنون للثورة بحماس وجرأة واتقاد
    وبالتالي ماتوا جميعا وبقيت الراية وحدها ترفرف
    ليس غريبا !!
    شكرا لك
    مودتي
    ماسة

  6. #6
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.78

    افتراضي

    لقد قتلوا الطفولة، ولم يعد مجرد سماع الأخبار يؤثر في أطفال يرون الموت والذبح باستمرار
    الله انصر أهلنا الظالم

    قصة جميلة ومؤثرة

    شكرا لك أخي

    بوركتعلى

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    -------------
    رأيتُ أ الحوار بعيد قليلاً عن الواقعيّة ، يحتاج ربما إلى تعديل بسيط في مستواه الفكري ليُقنع القارئ أكثر .
    صحيح أن النص لم يشر إلى المستوى التحصيلي للزوجين ، لكن القارئ يشعر - ربما من التسمية - أنهما
    مواطنان عاديان ، ولذلك جاء الحوار بفكرأكبر منهما ! لقد كانا يتكلمان بعقل الكاتبة التي نسيت أن تختيئ وراء
    حوار بسيط لشخصين عاديين
    نرى دماء وعراكاً وقتل لا قتال = وقتلاً لا قتالاً
    يا أبو عليّ = يا أبا علي ، إلاّ أن يوضع الاسم بين تنصيصين على الرواية يا " أبو علي "
    سوف يأتي يوم الذي = اليوم الذي
    فاجئوني = فاجؤوني
    راقت لي القصة بتمكن كاتبتها وثقة حرفها وجمالية أدائها
    وأردت التعليق على حوار الزوجين فوجدت القاص الكبير الأستاذ مصطفى حمزة كفاني القول فيه

    اللهم أنت لسوريا وأهلها
    ولأبنائنا المروعين حيثما كانوا

    أهلا بك غاليتي في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,610
    المواضيع : 421
    الردود : 3610
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    كانوا يمسكون بعصا وكأنها أسلحة ويطلقون نارا ًوهمية على أنفسهم:
    -ياخائن البلاد بثوب حمل..
    -يا سارق الخزينة..
    -يا قاتل الأطفال...
    -يا صاحب الشعارات التي بقيت بلا تنفيذ طويلا..

    كلهم ماتوا حسب زعمهم وبقيت الراية وحدها ترفرف..
    الظّروف المأساويّة والظّلم يسلبان براءة حياة الطّفولة، ويجعلان من الأطفال رجالا قبل الأوان
    جميلة الفكرة رغم سيطرة الواقع المرّ على الأحداث
    بوركت
    تقديري وتحيّتي
    (همسة: أن نحميه - ننبهه - بريء - شيء )
    شكرا لحضورك الذي أحب.
    بارك الله بك وبأمثالك.
    تحيتي لك دوما.

  9. #9
    الصورة الرمزية ناصر أبو الحارث شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    الدولة : حيث راية الإسلام
    المشاركات : 336
    المواضيع : 5
    الردود : 336
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    لم تعد مشاهدة الأخبار مرعبة لهم فالرعب في كل مكان

    قصة زادت إحساسنا بالتقصير في حقهم
    وما باليد حيلة

  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    اليوم أطفانا بعقل الكبار ولربما أحكمُ وأذكى
    شعرتُ بأنَّ الحوار حين قراءته كأنه أشبه بمحاضرة قصيرة , مثلا هنا ..
    لقد تركَنا الاستعمار الفرنسي 67 سنة لنتدبر أمورنا وحدنا ,فأنجبنا عقما على عقم وتأخرنا أكثر مما كنا فيه متأخرين...
    يبدو أننا نحن الأطفال الحقيقيون...نعم نحن.
    لاأعلم لم شعرتُ حوارالأم هنا كأنها تتحدث على المسرح اكثر من كونه حوار طبيعي واقعي يحدث في أحد البيوت بين زوجين تكلف
    رائعة أستاذتنا ريمة
    تحياتي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. <| أسئلة الطالبِ المُجِدّ وإجاباتِ المعلِّم أحمد |ّّّّ>
    بواسطة براءة الجودي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-04-2016, 01:59 AM
  2. عبث طفولي ماكر
    بواسطة د . حقي إسماعيل في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 19-12-2005, 07:08 PM
  3. فلسطيني في قلبه جراحه ....ّّّ
    بواسطة خوله بدر في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 01:16 PM